في الإسلام، فيكون
حذيفة رضي الله عنه استدل بالآية النازلة على الشرك الأكبر على الشرك الأصغر،
لأنها تتناوله بعمومها، مثل ما استدل ابن عباس بقوله: ﴿فَلَا تَجۡعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا وَأَنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 22] قال: «هو قول
الرجل: «مَا شَاءَ اللهُ وَشِئْتَ»، لولا الله وأنت، لولا كُليبة هذا لأتانا
اللصوص وما أشبه ذلك»، فسَّرها بالشرك الأصغر، لأن الآية شاملة للشرك الأكبر
والشرك الأصغر، فهو استدل بها على بعض ما دلَّت عليه، كذلك حذيفة استدل بهذه الآية
على بعض ما دلت عليه؛ لأنها تشمل الشرك الأكبر والشرك الأصغر، وبعض المسلمين
يؤمنون بالله في توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية، ولكن يصدر منهم بعض الشرك الأصغر
الذي لا ينافي الإيمان، فدلَّ على الحذر من الشرك، وأنه إذا كان هذا يحصل من بعض
المؤمنين، فإن الإنسان لا يأمنه على نفسه، ويستعيذ بالله من الشرك الأكبر والأصغر
ويقول: «اللَّهُمَّ إِنَّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ شَيئًا وَأَنَا
أَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ مِنَ الذَّنْبِ الَّذِي لاَ أَعْلَمُ» ([1])، وفي الدعاء
المشهور: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشِّقَاقِ، وَالنِّفَاقِ،
وَسُوءِ الأَْخْلاَقِ» ([2])، فالمسلم يخاف على
نفسه، ويدعو الله عز وجل بالعافية من هذه الأمور، ولا يزكي نفسه، ولا يأمن على
نفسه.
***
([1]) أخرجه: أبو يعلى رقم (58)، والبخاري في الأدب المفرد رقم (716).
الصفحة 14 / 619