وقول الله تعالى: ﴿قُلۡ أَفَرَءَيۡتُم مَّا تَدۡعُونَ مِن
دُونِ ٱللَّهِ إِنۡ أَرَادَنِيَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ هَلۡ هُنَّ كَٰشِفَٰتُ ضُرِّهِۦٓ﴾ [الزمر: 38] الآية.
****
يدفعه، وإذا منع شيئًا فلا أحد ينزله ﴿مَّا
يَفۡتَحِ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحۡمَةٖ فَلَا مُمۡسِكَ لَهَاۖ وَمَا يُمۡسِكۡ
فَلَا مُرۡسِلَ لَهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ﴾ [فاطر: 2]، الأمر كله بيد الله جل وعلا فيجب أن تتعلق القلوب بالله عز وجل وأن تُخلص
العبادة لله عز وجل وأن لا يخاف إلَّا من الله عز وجل فمن تعلَّق قلبه بالله
ووحَّد الله، فإنه لا يضره شيء إلَّا بإذن الله سبحانه وتعالى أما من تعلَّق على
غير الله، فإن الله يَكِلُه إلى ما تعلق عليه، ويبتليه - كما يأتي -
قال: «وقول الله -
تعالى -:: ﴿قُلۡ أَفَرَءَيۡتُم مَّا تَدۡعُونَ مِن
دُونِ ٱللَّهِ إِنۡ أَرَادَنِيَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ هَلۡ هُنَّ كَٰشِفَٰتُ ضُرِّهِۦٓ﴾ »، تتمة الآية: ﴿أَوۡ
أَرَادَنِي بِرَحۡمَةٍ هَلۡ هُنَّ مُمۡسِكَٰتُ رَحۡمَتِهِۦۚ قُلۡ حَسۡبِيَ
ٱللَّهُۖ عَلَيۡهِ يَتَوَكَّلُ ٱلۡمُتَوَكِّلُونَ﴾ [الزمر: 38] ».
هذه الآية من سورة
الزمر، السورة العظيمة التي قرَّر الله فيها التَّوحيد، وأبطل فيها أنواع الشرك،
فالسورة من أولها إلى آخرها تعالج قضية العقيدة، وتعالج قضية أنواع الشرك التي كان
المشركون يزاولونها، فأبطلتها هذه السورة ونقضتها، ومن ذلك هذه الآية الكريمة.
﴿قُلۡ﴾ يا محمد، الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، أي قل لهؤلاء المشركين: ﴿أَفَرَءَيۡتُم مَّا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ﴾ من الأصنام والأحجار والأشجار والقبور والأضرحة والأولياء والصالحين، وكل ما يُعبد من دون الله. فالسؤال موجَّه إلى كل مشرك على وجه الأرض إلى أن تقوم الساعة، هل يستطيع الإجابة عنه؟ لا.