﴿قُلۡ أَفَرَءَيۡتُم﴾ أي: أخبروني ﴿مَّا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ﴾ ﴿مَّا﴾ عامة لكل ما يُدعى من دون الله، لا يُستثنى منها شيء، سواء كان من البشر
أو من الجماد أو غير ذلك.
﴿إِنۡ أَرَادَنِيَ ٱللَّهُ بِضُرٍّ﴾ يعني: بضرر، أو بفقر، أو بموت، أو أرادني بضياع مال، أو إصابة في قريب، أو
غير ذلك مما يضرُّني في بدني أو في مالي أو في أهلي.
﴿هَلۡ هُنَّ كَٰشِفَٰتُ ضُرِّهِۦ ِهِ﴾ هل هذه المعبودات
التي تعبدونها تستطيع أن تكشف الضر عمَّن دعاها؟، وهذا مثل ما سبق في قوله - تعالى
-: ﴿قُلِ
ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِهِۦ فَلَا يَمۡلِكُونَ كَشۡفَ ٱلضُّرِّ
عَنكُمۡ وَلَا تَحۡوِيلًا﴾ [الإسراء: 56 ]، ﴿هَلۡ هُنَّ كَٰشِفَٰتُ ضُرِّهِۦ﴾ ؟ سؤال استنكار
ونفي، أي: لا تكشف الضر عمن دعاها؛ ولذلك المشركون يمرضون، ويُقتلون، ويُصابون،
وتذهب أموالهم، ولا تستطيع معبوداتهم أن تدفع عنهم شيئًا نزل من الله سبحانه
وتعالى.
﴿أَوۡ أَرَادَنِي بِرَحۡمَةٍ﴾ من صحة وغنىً وغير ذلك من أنواع الرحمة، هل أحد يستطيع أن يمنع نزول
الرحمة على أحد من عباد الله؟ فظهر بذلك عجز آلهة المشركين.
والنبي صلى الله
عليه وسلم قال لهم هذا وتلا عليهم القرآن، وسألهم هذا السؤال، وأعلنه على رءوس
الأشهاد، ولم يُجيبوه، ولن يجيبوه إلى أن تقوم الساعة.
هذه من جملة الأسئلة التي وجهها الله في القرآن إلى المشركين ولم يجيبوا عنها. فدلَّ على بطلان الشرك.