×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

﴿قُلۡ حَسۡبِيَ ٱللَّهُۖ أي: هو كافيني، لأن الحَسْب معناه: الكافي، فهذا فيه تفويض الأمور إلى الله سبحانه وتعالى وتعليق القلوب بالله سبحانه وتعالى دون ما سواه، لما أبطل الشرك في أول الآية قرَّر التَّوحيد بقوله: ﴿قُلۡ حَسۡبِيَ ٱللَّهُۖ أي: هو كافيني ولن يستطيع أحد أن يضرني من دون الله أو ينفعني من دون الله، ولهذا يقول هود عليه الصلاة والسلام لقومه: ﴿إِن نَّقُولُ إِلَّا ٱعۡتَرَىٰكَ بَعۡضُ ءَالِهَتِنَا بِسُوٓءٖۗ قَالَ إِنِّيٓ أُشۡهِدُ ٱللَّهَ وَٱشۡهَدُوٓاْ أَنِّي بَرِيٓءٞ مِّمَّا تُشۡرِكُونَ ٥٤ مِن دُونِهِۦۖ فَكِيدُونِي جَمِيعٗا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ ٥٥ [هود: 54 - 55] ثم قال: ﴿إِنِّي تَوَكَّلۡتُ عَلَى ٱللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمۚ مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلَّا هُوَ ءَاخِذُۢ بِنَاصِيَتِهَآۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ [هود: 56].

﴿عَلَيۡهِ يَتَوَكَّلُ ٱلۡمُتَوَكِّلُونَ [الزمر: 38] ولا يتوكلون على الحلْقة والخيط والصنم والقبر والولي أو غير ذلك، بل الذي يُتوكَّل عليه هو الله سبحانه وتعالى لأنه بيده مقادير الأشياء.

وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن عباس: «وَاعْلَمْ أَنَّ الْخَلْقَ لَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَْقْلاَمُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ» ([1])

فالأمور كلها مرجعها إلى الله سبحانه وتعالى فهو الذي يستحق أن يُعبد، وأن يُتوكَّل عليه، وأن يُدعى، ويُرجى، ويُخاف سبحانه وتعالى وما عداه فإنه خلق من خلق الله، مسخَّر بيد الله سبحانه وتعالى إن شاء سلَّطه عليك وإن شاء منعه عنك،


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2516)، وأحمد رقم (2669)، وأبو يعلى رقم (2556).