×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

عن عمران بن حُصين رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلاً فِي يَدِهِ حَلْقَةٌ مِنْ صُفْرٍ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟».

****

ما في الأرض من الأشرار من بني آدم ومن الشياطين ومن الجن ومن الإنس ومن الحيَّات والسباع ومن سائر الأشياء الضارة، كلها بيد الله سبحانه وتعالى إن شاء سلَّطها عليك وإن شاء أمسكها عنك، فلا تخف من غير الله عز وجل وكذلك الخير بيد الله سبحانه وتعالى: ﴿بِيَدِكَ ٱلۡخَيۡرُۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ [آل عمران: 26] بيده الخير فلا يملك أحد من الخلق أن يُعطيك شيئًا من الخير إلَّا إذا أراده الله سبحانه وتعالى ويكون هذا الشيء سبب فقط أجرى الله على يده الخير لك، أو سبب أجرى الله على يده الضرر عليك فهي، مجرَّد أسباب، وإلاَّ فما من شك أن النار تُحرق، وأن السَّبُع يفترس، وأن العدو يَفْتِك بعدوه، ولا شك أن الله خلق أشياء فيها ضرر، ولكن هذه الأشياء جنود من جنود الله سبحانه وتعالى، نواصيها بيد الله: ﴿مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلَّا هُوَ ءَاخِذُۢ بِنَاصِيَتِهَآۚ [هود: 56]، فإذا أراد الله سلَّط عليك هذه الجنود، وإذا أراد الله حبس عنك هذه الجنود، إذًا فلا تعلِّقْ قلبك إلاَّ بالله عز وجل، ولا تتوكل إلاَّ عليه، ولا تُفوِّض أمورك إلاَّ عليه سبحانه وتعالى، ولا يمنع هذا من أن تتخذ الأسباب - الجالبة للخير والأسباب الواقية من الشر، ولكن الاعتماد على الله سبحانه وتعالى.

«عمران بن حُصين» بن عُبيد الخزاعي، هو وأبوه صحابيَّان رضي الله عنهما، ومن أفاضل الصحابة.

«أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلاً» الرجل مُبْهَم، ولكن جاءت الرِّوايات أنه هو نفس عمران بن حُصين، دخل على النبي وفي يده حلْقة من صُفر.


الشرح