×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

قال: مِنَ الْوَاهِنَةِ. فقال: «انْزَعْهَا، فَإِنَّهَا لاَ تَزِيدُكَ إِلاََّ وهْنًا، فَإِنَّكَ لَوْ مُتَّ وَهِيَ عَلَيْكَ مَا أَفْلَحْتَ أَبَدًا»، رواه أحمد بسند لا بأس به ([1]).

****

«فِي يَدِهِ حَلْقَةٌ» الحلْقة هي: الشيء المستدير الذي يُدار على العضد، أو على الذِّراع، أو على الإصبع؛ فالشيء المستدير يسمى حلْقة، ومنه تحلَّق القوم إذا استداروا في الجلوس.

«مِنْ صُفْرٍ» الصفر نوع من المعدن معروف.

«فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: مَا هَذَا ؟» الظاهر أنه سؤال إنكار، وقيل: إنه سؤال استفهام، فالنبي صلى الله عليه وسلم سأله عن قصده في هذه.

ففيه دليل على وجوب إنكار المنكر، وفيه دليل على أن الإنسان لا ينكر شيئًا حتى يعرف مقصود صاحبه إذا كان الشيء محتمِلاً، فإن كان مقصود صاحبه شرًّا فإنه ينكره.

 

«قَالَ: مِنَ الْوَاهِنَةِ» يعني: لبستها من أجل دفع الواهنة، لتقيني منها، والواهنة مرض يصيب اليد، يُسَمَّى عند العرب بالواهنة، وكان من عادتهم لبس الحلْقة من أجل توقِّي هذا الوجع، يزعمون أن هذه الحلْقة تدفع هذا الوجع.

«فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «انْزِعْهَا»» النزع معناه: الرفع بشدِّة، أي: ارفعها مسرعًا بنزعها ونشيطًا في رفعها لا تتوانى، في تركها على جسمك، لأنها مظهر شرك - والعياذ بالله -.


الشرح

([1])  أخرجه: ابن ماجه رقم (3531)، وأحمد رقم (20000)، وابن حبان رقم (6085).