×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

ففيه المبادرة بإزالة مظاهر الشرك، وأن الإنسان لا يتوانى في تركه.

ثم علَّل صلى الله عليه وسلم ما في بقائها عليه من الضرر، قال: «فَإِنَّهَا لاَ تَزِيدُكَ إِلاَّ وهْنًا» إلَّا ضعفًا، فالوهن معناها: الضعف والمرض.

فهذا فيه دليل على أن لبس هذه الأشياء من الحلْقة ونحوها بقصد دفع الضرر أنه يسبِّب عكس المقصود، فإنه لبسها من أجل توقِّي المرض، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنها تجلب المرض، وذلك ظاهر في الذين يتعاطون هذه الأشياء؛ تجدهم دائمًا في قَلَق وفي خوف، لكن الذي يتوكَّل على الله لا يهمُّه شيء فتجده نشيطًا، قويَّ العزيمة، مرتاح الضمير، منشرح الصدر، وتجد الذي يخاف من غير الله ويستعمل هذه الربَاطات ضعيف الجسم، منهك القوى، مهمومًا حزينًا، يتخوَّف من كل شيء.

«فَإِنَّكَ لَوْ مُتَّ وَهِيَ عَلَيْكَ مَا أَفْلَحْتَ أَبَدًا» أي: لو مات ولم يتب منها ما أفلح أبدًا.

فهذا فيه دليل على أن الشرك لا يُغفر حتى ولو كان شركًا أصغر، يُعذَّب به، وإن كان لا يعذَّب تعذيب المشرك الشرك الأكبر؛ فلا يخلَّد في النار، لكن يعذَّب بها بقدره.

قال الشيخ رحمه الله في مسائله: «فيه شاهد لكلام الصحابة: أن الشرك الأصغر أكبر من الكبائر»، الشرك الأصغر أكبر من الكبائر؛ لأن المعاصي وإن كانت كبائر إذا لم تكن شركًا، فلا تخل بالعقيدة وأمَّا الشرك الأصغر فإنه يُخلُّ بالعقيدة، وأيضًا لا يُغفر، والمعاصي الكبائر


الشرح