التي دونه مظِنَّة المغفرة: ﴿إِنَّ
ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ﴾ [النساء: 48].
والشاهد من هذا
الحديث ظاهر: لأن النبي صلى الله عليه وسلم استنكر لبس الحلْقة التي يُقصد منها
دفع الضرر، وأخبر أنها لا تزيد صاحبها إلاّ مرضًا، وأنه لو مات وهي عليه ما أفلح
أبدًا، وهذا فيه دليل على منع لبس الحلْقة ونحوها من أجل دفع الضرر، أو من أجل دفع
العين، أو غير ذلك من المقاصد السيّئة.
ومثله: ربط الخيط
على الساق، فبعض الناس يربطون خيوطًا على سيقانهم، أو على أذرعهم، أو على أصابعهم،
ويقولون: إن هذا يمنع من المرض، وهذا هو نفسه فعل الجاهلية، وهو الذي استنكره
النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث.
قال: «رواه أحمد»
الإمام أحمد بن حنبل الشيباني، الإمام الجليل، أحد الأئمة الأربعة، شيخ المحدِّثين
رحمه الله وهو الإمام الذي امتُحن وصبر، امتُحن في العقيدة على يد المأمون من
خلفاء بني العباس، الذي تأثَّر بالمعتزلة، وأدخلوا عليه أشياء مستنكرة، منها:
القول بخلق القرآن - والعياذ بالله -، ومنها: تعريب الكتب الرُّومية وكتب الأمم
الكافرة، التي لما عُرِّبت دخل على عقائد المسلمين منها الشر الكثير، وهذا كله
بسبب المعتزلة، لأنهم غرَّروا بهذا الخليفة.
ففي هذا خطر الفِرق الضالة، وخطر مصاحبتها والقُرب منها، ولهذا كان السلف يُحذِّرون من مصاحبة المبتدعة ومن مجالستهم، لأنهم يُؤثِّرون على من صاحبهم.