يُقَالُ لَهَا
ذَاتُ أَنْوَاطٍ. قَالَ: فَمَرَرْنَا بِالسِّدْرَةِ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ
اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ.
****
المسلمين إذا علم أن هناك من الكفار من يريد غزو
المسلمين يبادر إلى ذلك العدو، ولا يمهله.
وأبو واقد كان من
الذين أسلموا في هذا العام، ولهذا قال: «خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله
عليه وسلم إِلَى حُنَيْنٍ وَنَحْنُ حُدَثَاءُ عَهْدٍ بِكُفْرٍ» يعني: أن
إسلامهم كان جديدًا متأخرًا، وهو يريد بذلك بيان العذر مما وقع منهم، أنهم كانوا
جُهَّالاً، لم يتفقَّهوا كما كان الصحابة الذين مع الرسول صلى الله عليه وسلم
فقهاء، عرفوا العقيدة ودرسوها، لكن هؤلاء أسلموا قريبًا، ولم يتمكَّنوا من
التفقُّه في العقيدة، وكانوا آلفين لأشياء من دين الجاهلية، لم يتخلَّصوا منها
بعد، قال العلماء: فهذا فيه دليل على أن الإنسان إذا عاش في بيئة فاسدة ثم انتقل
منها؛ أنه قد يبقى في نفسه منها شيء، فهذا كان في بيئة شركية، وأسلم قريبًا.
وهذا دليل على آفة الجهل، وأن الإنسان قد يقع في الشرك بسبب الجهل، وفيه الحث على تعلم العقيدة ومعرفتها والتبصُّر فيها خشية أن يقع الإنسان في مثل ما وقع فيه هؤلاء، فالذين ينادون اليوم بتهوين أمر العقيدة، ويقولون: لماذا يدرسون العقيدة وهم مسلمون؟ يا سبحان الله! المسلم هو أولى بدراسة العقيدة من أجل أن يصحِّح إسلامه، ومن أجل أن يحفظ دينه، هؤلاء مسلمون ومع هذا وقعوا في هذه القضية بسبب أنهم لم يتعلموا ففي هذا دليل على وجوب تعلم العقيدة الصحيحة، ووجوب تعلُّم ما يضادها من الشرك والبدع