والخرافات؛ حتى يكون
الإنسان على حذر منها، وما أوقع اليوم عُبَّاد الأضرحة - أو كثير منهم - في عبادة
القبور إلاَّ بسبب الجهل، ويظنون أن هذه من الإسلام، فهذه مصيبة عظيمة، حتى سمعنا
أن بعض الدعاة يدعون - في أمريكا وفي غيرها - إلى دين الصوفية وإلى دين
القبوريَّة، فهم أخرجوهم من كفر إلى كفر، وكونه يبقى على كفره، أخف من كونه ينتقل
إلى كفر يسمَّى باسم الإسلام.
وقوله: «وَلِلْمُشْرِكِينَ
سِدْرَةٌ يَعْكُفُونَ عِنْدَهَا» العُكُوف هو: البقاء في المكان، يقال: اعتكف في
المكان إذا أطال الجلوس فيه، واعتكف في المسجد يعنى: جلس في المسجد للعبادة.
«وَيَنُوطُونَ بِهَا
أَسْلِحَتَهُمْ» النَّوْط هو: التعليق، وغرضهم من هذا العكوف والنوط التبرك بهذه الشجرة.
«فَقُلْنَا: يَا
رَسُولَ اللهِ اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ» أعجبهم عمل
المشركين، فظنوا أن هذا عمل سائغ، وهم يحرصون على تحصيل البركة؛ فطلبوا من النبي
صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم شجرة يَعْكُفُون عندها، ويَنُوطُون بها أسلحتهم
طلبًا للبركة، ولكن انظروا إلى أدب الصحابة مع الرسول صلى الله عليه وسلم حيث لم
يقدموا إلى هذا الأمر من عند أنفسهم، بل رجعوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم،
فالمسلم إذا أعجبه شيء ويظن أنه خير فلا يستعجل حتى يعرض هذا على الكتاب والسنة.
فهذا فيه دليل على
وجوب الرجوع إلى الكتاب والسنة في أمور العبادة، وأن الإنسان لا يعمل باستحساناته،
أو استحسانات غيره، بدون أنه يرجع إلى الكتاب والسنة، وهذا يدل على أن العبادات
توقيفية.