×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اللهُ أَكْبَرُ، إِنَّهَا السَّنَنُ، قُلْتُمْ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ

****

فقوله: «فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ» يعني: شجرة نعلِّق بها أسلحتنا للبركة، ونجلس عندها للبركة.

فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «اللهُ أَكْبَرُ، إِنَّهَا السَّنَنُ» النبي صلى الله عليه وسلم غضب لما قالوا له هذا الكلام وتعجَّب، وكبَّر الله سبحانه وتعالى تنزيهًا لله عز وجل عن هذا العمل. وهذه عادة النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أعجبه شيء أو استنكر شيئًا أنه يسبح أو يكبر.

«إِنَّهَا السَّنَنُ» أي: الطرق المسلوكة، أي: السبب أن الذي أوقعكم في هذا هو التَّشَبُّه بما عليه الناس، فالتَّشَبُّه بالكفار في عباداتهم وتقاليدهم الخاصة بهم، آفة خطيرة: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» ([1])، وما أصاب بعض المسلمين من الأمور الشنيعة، أغلبه من جهة التَّشَبُّه بالكفار، أوَّل ما حدث الشرك في مكة هو بسبب التَّشَبُّه بالكفار؛ لأنَّه لما ذهب عمرو بن لُحَيْ إلى الشام، ووجد أهل الشام يعبدون الأصنام، أعجبه ذلك، وجلبها إلى الحجاز، ومن ذلك الوقت فشا الشرك في أرض الحجاز، فهو أول من غير دين إبراهيم عليه الصلاة والسلام، فهذه هي الآفة، هذه هي السَّنَن التي تعجَّب منها النبي صلى الله عليه وسلم.

ثم بيَّن صلى الله عليه وسلم خطر هذه المقالة، فقال: «قُلْتُمْ: - وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ- » أقسم صلى الله عليه وسلم ففي هذا مشروعية القسم على الفتوى إذا تحقق من إصابة الحق.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4031)، وأحمد رقم (5114).