×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ: ﴿ٱجۡعَل لَّنَآ إِلَٰهٗا كَمَا لَهُمۡ ءَالِهَةٞۚ قَالَ إِنَّكُمۡ قَوۡمٞ تَجۡهَلُونَ [الأعراف: 138] لَتَرْكَبُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ» ([1]) رواه الترمذي وصحَّحه.

****

(كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لموسى: ﴿ٱجۡعَل لَّنَآ إِلَٰهٗا كَمَا لَهُمۡ ءَالِهَةٞۚ قَالَ إِنَّكُمۡ قَوۡمٞ تَجۡهَلُونَ » النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن أن هذه عادة قديمة في العالم، وأنها حصلت على عهد موسى عليه السلام، وذلك أن الله لما نجّى بني إسرائيل من فرعون، وأغرق فرعون وقومه، ونجّى موسى وقومه، ومرّوا في طريقهم على قوم يعكفون على أصنام لهم.

﴿قَالُواْ يَٰمُوسَى ٱجۡعَل لَّنَآ إِلَٰهٗا [الأعراف: 138] طلبوا من موسى أنه يجعل لهم صنمًا يعبدونه كهؤلاء الذين يعبدون الصنم، قال موسى عليه السلام: ﴿إِنَّكُمۡ قَوۡمٞ تَجۡهَلُونَ [الأعراف: 138] السبب الذي أوقعكم في هذا هو الجهل بالتَّوحيد، وهذا - كما ذكرنا - يُوجب على المسلمين أن يتعلموا العقيدة، ولا يكتفوا بقولهم: نحن مسلمون، نحن في بلاد إسلام، نحن في بيئة إسلامية، كما يقوله الجهال أو الذين يُثَبِّطون عن تعلُّم العقيدة.

ففيه آفة الجهل، وأن الجهل قد يوقع في الكفر بالله عز وجل، وهذه خطورة عظيمة، ولا يُنجِّي من هذا الجهل إلاَّ تعلُّم العقيدة الصحيحة، والتأكُّد منها، وتدريسها، وتكرارها على الناس، وتعليمها للناس، ونشرها بكل وسيلة في المساجد، وفي المدارس، وفي وسائل الإعلام،


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (21897)، وابن حبان رقم (6702)، والطبراني في «الكبير» رقم (3291).