وفي المجالس، وفي
البيوت، وقوله: ﴿إِنَّ
هَٰٓؤُلَآءِ مُتَبَّرٞ مَّا هُمۡ فِيهِ﴾ [الأعراف: 139]، أي: عمل هؤلاء
زائل وتالف ﴿وَبَٰطِلٞ
مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ﴾ [الأعراف: 139] لأنه شرك بالله عز وجل ﴿قَالَ أَغَيۡرَ ٱللَّهِ
أَبۡغِيكُمۡ إِلَٰهٗا وَهُوَ فَضَّلَكُمۡ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الأعراف: 140] أي: أنا لا
أُشَرِّع لكم الشرك، وهل هذا جزاء النعمة أن الله فضلكم على العالمين، يعني: عالم
زمانهم، أما بعد بِعثة محمد صلى الله عليه وسلم فأفضل العالمين هم أمة محمد صلى
الله عليه وسلم.
فالحاصل؛ أن
التبرُّك بالأشجار والأحجار هو من سنة المشركين، ومن سنة الجاهلية، ومن فعله فهو
متشبه بالكفار، وهو كافر مثلهم، لا فرق بين من يعبد القبر ومن يعبد اللات
والعُزَّى، أو الذي يطلب البركة من الشجرة والذي يطلبها من الصنم، لا فرق بينهما.
ففي هذا ما ترجم له
المصنف وهو بُطلان التبرُّك بالأشجار والأحجار، وأنه شرك، لأن موسى عليه السلام
قال: ﴿أَغَيۡرَ ٱللَّهِ
أَبۡغِيكُمۡ إِلَٰهٗا﴾ [الأعراف: 140]، فدلَّ على أن من تبرَّك بشجر أو حجر فقد اتخذه إلهًا،
وهذا هو الشرك، واختلاف اللفظ لا يؤثر مع اتفاق المعنى، هؤلاء قالوا: «اجْعَلْ
لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ»، وبنوا إسرائيل قالوا: ﴿ٱجۡعَل لَّنَآ إِلَٰهٗا كَمَا لَهُمۡ ءَالِهَةٞۚ﴾ [الأعراف: 138]، والرسول صلى الله
عليه وسلم جعل هذا مثل هذا، وإن اختلف اللفظ.
والآن عَبَدَة
القبور يقولون: هذا ليس بشرك، هذا توسُّل، وهذا محبة للأولياء والصالحين. إن
أولياء الله الصالحين لا يرضون بهذا العمل، ولا يرضون أن تُجعل قبورهم أوثانًا
تُعبد من دون الله، والنبي صلى الله عليه وسلم