وكان الذبح على وجه
التقرُّب موجودًا في الجاهلية، كانوا يذبحون للأصنام، ويذبحون للجن، ويذبحون
للكواكب، يذبحون لغير الله عز وجل، ولهذا يقول النابغة في قصيدته:
لاَ وَالَّذِي قَدْ
زُرْتُهُ حِجَجًا *** وَمَا هُرِيقَ عَلَى الأَْنَصَابِ مِنْ جَسَدِ
الأنصاب: الأصنام.
وهُرِيق، يعني: سُفك من
الدماء من جسد، يعني: من ذبيحة.
فالنبي صلى الله
عليه وسلم بيَّن أن دينه مخالف لدين المشركين، فالمشركون يذبحون لغير الله، والنبي
صلى الله عليه وسلم ومَن اتبعه يذبحون لله وحده لا شريك له، كما أنهم لا يصلُّون
إلاّ لله فكذلك لا يذبحون إلَّا لله سبحانه وتعالى وقَرْن النُّسُك بالصلاة يدلُّ
على أنه عبادة عظيمة، لا يجوز صرفها لغير الله، والنسك الذي تساهل فيه كثير من
الناس فصاروا يذبحون للجن طاعة للمُشَعْوِذِين من أجل العلاج بزعمهم.
﴿وَمَحۡيَايَ﴾: ما أحيا عليه في
عمري من العبادة كله لله عز وجل.
﴿وَمَمَاتِي﴾: ما أموت عليه - أيضًا - لله عز وجل، فيموت على التَّوحيد، فمعنى الآية:
أنه يحيا على التَّوحيد، ويموت على التَّوحيد، ثم أكد ذلك بقوله: ﴿لَا
شَرِيكَ لَهُۥۖ﴾.
﴿رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ الرب هو: المالك، والعالمين جمع عالَم، وهو: ما سوى الله عز وجل من المخلوقات،
فكل المخلوقات ربها واحد، هو الله سبحانه وتعالى لكن قد يُقال لمالك الشيء: ربه،
مثل: رب البيت، رب الحاجة، رب السيارة، رب الدراهم، وهذا مقيَّد، أما إذا قلت
الرب، أو رب العالمين، فهذا لا يكون إلاَّ لله سبحانه وتعالى.