×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

وقوله: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ [الكوثر: 2].

****

قال: «وقوله: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ » هذا أمر من الله لنبيه أن يُخلص الصلاة لله عز وجل، وأن يخلص النحر؛ وهو الذبح لله عز وجل.

قالوا: وهذا شكر لله سبحانه وتعالى لما أعطاه الكوثر، فإن الله سبحانه وتعالى أمره أن يشكره على هذه النعمة العظيمة، بأن يصلِّي ويذبح لله عز وجل، ولهذا رُبط بما قبله بفاء السببيَّة.

والكوثر نهر في الجنة، وقيل: هو الخير الكثير، ﴿إِنَّآ أَعۡطَيۡنَٰكَ ٱلۡكَوۡثَرَ ١ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ ٢ [الكوثر: 1- 2] هذا من باب الشكر لله سبحانه وتعالى على هذه النعمة، على إعطائه الكوثر، ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ [الكوثر: 3]، كان الكفار يذمُّون الرسول صلى الله عليه وسلم ويقولون: إنه أبتر، ليس له ذرية، وليس له مال، وإنه إذا مات سينتهي ذكره: ﴿شَاعِرٞ نَّتَرَبَّصُ بِهِۦ رَيۡبَ ٱلۡمَنُونِ [الطور: 30]، والله جل وعلا يقول: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلۡأَبۡتَرُ، أما أنت فلست بأبتر، سيستمر ذكرك، ويستمر عملك، وتستمر دعوتك إلى يوم القيامة.

وصدق الله العظيم، أين ذكر أبي جهل؟ وأين ذكر أبي لهب؟ وأين ذكر صناديد الكفار؟ انقطع، ولا يذكرون إلاَّ بالذم - والعياذ بالله، أما رسول الله فإنه يُذكر بالخير والثناء، ويُذكر بكل فضيلة، ودعوته باقية، ودينه باق - ولله الحمد - على مرِّ الزمان، بينما تتهاوى المذاهب الأخرى وتتساقط، وإن قويت شوكتها في بعض الأحيان، إلَّا أنها تتهاوى، ودين الرسول صلى الله عليه وسلم يتجدَّد .


الشرح