عن علي رضي الله
عنه قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بَأَرْبَعِ كَلَمَاتِ: «لَعَنَ اللهُ
مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ، لَعَنَ اللهُ مَنْ لَعَنَ وَالِديْهِ، لَعَنَ اللهُ
مَنْ آوَى مُحْدِثًا، لَعَنَ اللهُ مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ الأَْرْضِ» ([1]) رواه مسلم.
****
انظروا إلى الشيوعية في وقتنا الحاضر ماذا بلغت
من القوة والإرهاب وإخافة العالم، وفي فترة وجيزة ذابت كما يذوب الملح في الماء،
وأين هي الآن؟ لكن دين الإسلام لا يزال - ولله الحمد - يظهر ويتجدَّد، ولو ضعف
أهله، إلاَّ أنه هو بنفسه - ولله الحمد - دين يتجدَّد ويظهر في مرِّ الزمان، ومرِّ
المكان.
الشاهد من الآية: ﴿إِنَّ
صَلَاتِي وَنُسُكِي﴾ [الأنعام: 162]، ومن الآية: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ
وَٱنۡحَرۡ﴾: أن الله جل وعلا قَرَن النحر بالصلاة في الآيتين؛ فدلَّ على أنه عبادة لا
يجوز صرفها لغير الله.
قوله: «بَأَرْبَعِ
كَلَمَاتِ» يعني: أربع جُمَل، فالكلمات المراد بها الجُمَل.
وقوله: «لَعَنَ اللهُ»
اللعن معناه: الطرد والإبعاد عن رحمة الله سبحانه وتعالى.
«مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ» أي: تقرَّب بالذبح لغير الله من الأصنام، ومن الأضرحة، ومن الأشجار والأحجار، والجن، وغير ذلك؛ فكل من تقرَّب بالذبح إلى غير الله فإنه قد لعنه الله سبحانه وتعالى وهذا يدلُّ على شدَّة هذه الجريمة، فإن الله جل وعلا لا يلعن إلاَّ على جريمة خطيرة، فدلَّ على شدة جريمة من ذبح لغير الله، أيًّا كان هذا الذبح كثيرًا أو قليلاً جليلاً أو حقيرًا.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1978).