×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

وذلك بأن يكون في نيَّتِهِ وقلبه واعتقاده أنه يتقرَّب بهذه الذبيحة إلى غير الله، أو يريد بهذه الذبيحة دفع شر هذا المذبوح له، فيذبح للجن من أجل دفع شرهم، وخوفًا منهم، أو يذبح للصنم من أجل أن الصنم يجلب له الخير، كما يفعل بعض الجُهَّال؛ إذا تأخر المطر ذهبوا بِثَوْر أو غيره من الحيوان وذبحوه في مكان معيَّن، يريدون نزول المطر، وقد يُبتلون فينزل المطر، وتحصل لهم حاجتهم ابتلاءً وامتحانًا من الله سبحانه وتعالى، وهذا لا يدلُّ على جواز ما فعلوه، من الشرك والتقرُّب لغير الله سبحانه وتعالى.

فمن فعل ذلك فهو مشرك وملعون، سواء تلفَّظ وقال: هذه الذبيحة للقبر، أو للبدوي، أو للسيد الحسين، أو لفلان أو لفلان، أو ونوى بقلبه فقط، وهذه الذبيحة حرام؛ لأنها تدخل في قوله: ﴿وَمَآ أُهِلَّ بِهِۦ لِغَيۡرِ ٱللَّهِۖ [البقرة: 173] فما أُهِلَّ به لغير الله يشمل ما ذُبح باسم غير الله، ويشمل ما ذُبح باسم الله ويُنْوى به الصنم أو الجن أو العفاريت، والمُشَعْوِذُون الآن إذا جاءهم المرضى يأمرونهم بالذبح لغير الله لأجل أن يشفوا من مرضهم.

ويدخل في الذبح لغير الله أصناف: ما ذُبح لغير الله على وجه التقرُّب، ولو قيل عليه: بسم الله، وهذا حرام بإجماع المسلمين، وهو شرك بالله عز وجل وما ذُبح للَّحم وسمي عليه بغير اسم الله، وما ذُبح من أجل التحيِّة والتعظيم، مثل: ما يُذبح للملوك والرؤساء عند قدومهم إذا نزل من الطائرة، أو من السيارة، أو من الدابة؛ ذبحوا عند نزوله، وما يُذبح عند ابتداء المشروع، فبعض الجُهَّال، أو بعض الذين


الشرح