×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

لا يُبالون، إذا أنشؤوا مشروعًا - مصنعًا أو غير ذلك - يذبحون عند تحريك الآلة، وما يُذبح عند أول نزول البيت خوفًا من الجن، وهذا شرك؛ لأنَّه مما ذُبح لغير الله عز وجل. أما إذا ذبح ذبيحة عند نزول البيت من باب الفرح والسرور، ودعوة الجيران والأقارب، فهذا لا بأس به.

فالحاصل؛ أن قوله سبحانه: ﴿قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي [الأنعام: 162] وقوله: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ [الكوثر: 2] وقول الرسول: «لَعَنَ اللهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ» يشمل كل هذه الأمور:

1- ما ذُبح للأصنام تقرُّبًا إليها.

2- ما ذُبح للحم وذكر عليه اسم غير الله سبحانه وتعالى.

3- ما ذُبح تعظيمًا لمخلوق وتحيةً له عند قدومه.

4- ما ذُبح عند انحباس المطر في مكان معين أو عند قبر لأجل نزول المطر.

5- ما يُذبح عند نزول البيوت خوفًا من الجن أن تصيبه، كل هذا يدخل في الذبح لغير الله، ويكون شركًا بالله سبحانه وتعالى.

قوله: «لَعَنَ اللهُ مَنْ لَعَنَ وَالِدَيْهِ» إن الله سبحانه وتعالى قَرَن حق الوالدين بحقه -سبحانه-: ﴿وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡ‍ٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗا [النساء: 36]، فحق الوالدين يأتي دائمًا بعد حق الله سبحانه وتعالى، كذلك النهي عن الإساءة إلى الوالدين تأتي بعد الإساءة في حق الله سبحانه وتعالى كما في حديث السبع الموبقات؛ فالذبح لغير الله إساءة في حق الله سبحانه وتعالى ثم ذكر تنقُّص الوالدين والإساءة إليهم بلعنهم؛ فلا يجوز للولد أن يشتم والديه،


الشرح