×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

وهذا من الكبائر، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لعن من فعله، واللعن على الشيء يدلُّ على أنه كبيرة، سواء لعنهما بالمباشرة أو بالتسبُّب، فبعض الناس لا يلعن والديه مباشرة، لكن يتسبَّب في ذلك، بأن يلعن والدي رجل آخر، ثم يرد عليه بالمثل، فيكون متسبِّبًا في لعن والديه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنَ الْكَبَائِرِ أَنْ يَشْتُمَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ»، قالوا: وكيف يشتم الرجل والديه يا رسول الله؟ قال: «يَسُبُّ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ، وَيَسُبُّ أُمَّ الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أُمَّهُ» ([1])، والمسلم لا يجوز أن يكون لعَّانًا، ولا سبَّابًا، ولا بذيئًا، المسلم يجب أن يكون مؤدبًا، ويتكلم بالكلام الطيِّب ﴿وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسۡنٗا [البقرة: 83] ﴿ٱدۡفَعۡ بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ [المؤمنون: 96]، هكذا ينبغي للمسلم أنه يحفظ لسانه عن القول البذيء، ولاسيَّما إذا كان هذا القول من أقبح الكلام كاللعن والسبِّ والشتم، حتى البهائم والدواب والدُّور والمساكن لا يجوز لعنها، لعنت امرأة ناقة لها وهي تسير مع النبي صلى الله عليه وسلم، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأخذ ما على الناقة وتركها تمشي، لا يتعرَّض لها أحد، من باب التأديب والتعزير فلا يجوز لعن الآدميين، ولا لعن الدواب، ولا لعن المساكن، أو السيارات، أو غير ذلك.

وقوله: «لَعَنَ اللهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا» آوى معناها: حَمَى؛ فالإيواء معناه: الحِمَى والدفع، والمُحْدِث: هو الذي فعل جُرمًا يستحق عليه


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (5973)، ومسلم رقم (90).