أما أنك تتكلَّم
أمام الناس عن قضايا السياسة ونحوها؛ فهذه ما فائدة الناس منها؟ ما فائدة البدو في
الصحراء، أو الناس في القرية، ما فائدتهم من هذه الأمور؟ وهم واقعون في الشرك، أو
يجهلون قراءة الفاتحة التي هي ركن من أركان الصلاة؟! يجب علينا أن نتقي الله
سبحانه وتعالى وأن نعلم أن منهج الرسول صلى الله عليه وسلم: دعوة، وتعليم، وإرشاد،
وتوجيه فيما ينفع الناس، وأيضًا معالجة ما وقع فيه الناس في بلدهم وفي أنفسهم. أما
أنك تجلب لهم مشاكل من بعيد، وتريد منهم أن يعالجوا قضية أمريكا، أو قضية الجزائر،
أو قضية السودان؟ وهم مساكين، ما بيديهم شيء، وأيضًا هم واقعون فيما هو أخطر من
ذلك وهو الجهل وفساد العقيدة، لماذا لا تعالج هذا الأمر؟
وأنا ليس غرضي بهذا
الكلام أن أتنقَّص أحدًا، لا والله، ولكن غرضي أن أبيِّن الطريقة الصحيحة للدعوة،
ونفع الناس.
فإن هذه الأبواب من
أبواب «كتاب التَّوحيد» تُعالج واقع الناس، لماذا لا نشرحها للناس، ونبيِّنها
للناس، ونوضِّحها، ونحفِّظهم هذه الآيات وهذه الأحاديث ونشرحها لهم، ولو شرحًا
وجيزًا على قدر أفهامهم، ينتفعون بها؟.
هذه هي الدعوة إلى
الله عز وجل وهذا العلم النافع.
تعلمون الدعاة وماذا
حصل بسبب دعوتهم من الخير:
فالشيخ: محمد بن عبد الوهاب، كيف أثر في دعوته من الإصلاح والنَّفع للمسلمين، الذي لا نزال نعيشه - ولله الحمد -.