واستمتاع الجن
بالإنس: أن الإنس يخضعون لهم ويعظمونهم ويجلِّونهم، ففي هذا استمتاع للجن بالإنس،
فكل من الفريقين استمتع بالآخر، هذا استمتع بحصول حوائجه، وهذا استمتع بتعظيمه،
وصرفه هذا الإنسي إلى الكفر بدل الإيمان».
فدل على أن
الاستعانة بالجن شرك أكبر، ولو سميت بغير الشرك، لو سميت: بالاستخدام، أو الزار،
أو ما أشبه ذلك من الأسماء.
فالواجب أن الإنس
يتوبون إلى الله سبحانه وتعالى من ممارسة هذه الأعمال مع الجن. والواجب على الجن:
أن يتوبوا إلى الله من إضلال الإنس وإغوائهم؛ لأن الكُلَّ عباد من عباد الله، يجب
عليهم مخافة الله وخشيته والرغبة إليه، وطاعته، وطاعة رسله، وترك ما حرَّم الله.
وقد تلاعب بعض
الأشرار من الإنس بعقائد الناس، وبأكله لأموالهم، وشعوذته عليهم، ولاسيما عند
البوادي والقرى البعيدة عن حضور مجالس الذكر، فإن هذا يكثر كلما كثر الجهل، وحقيقة
هذا أنه عَمِيل للجن، وأنه مشرك بالله عز وجل، ولا يقتصر شره على نفسه، بل يضلِّل
الناس، ويُفسد عقائد الناس، ويأتي إليه الناس ويسألونه، ويُخبرهم بالمغيَّبات، أو
يأمرهم بالذبح لغير الله، أو غير ذلك من أنواع الشرك.
فهذه مسألة خطيرة، يجب على أهل العلم وعلى الدعاة إلى الله سبحانه وتعالى أن يبيِّنوها للناس، وأن يتجوَّلوا في القرى، وفي البوادي، ويوضِّحوا هذا الأمر للناس، لأنهم - والله أمانة في أعناق طلبة العلم، وفي أعناق الدعاة - هذا هو المطلوب.