وقوله: ﴿أَمَّن يُجِيبُ ٱلۡمُضۡطَرَّ إِذَا دَعَاهُ
وَيَكۡشِفُ ٱلسُّوٓءَ﴾ [النمل: 62].
****
الشيء فأجابوا، فهم لم يعبدوا الملائكة، وإنما
عبدوا الشياطين الذين أمروهم بذلك، فالحاصل؛ أنه في يوم القيامة يتبرَّأ كل من
عُبد من دون الله، ممن عبده، ويحصل بينهم عداوة، بين الداعين والمدعوين.وقوله:
﴿أَمَّن
يُجِيبُ ٱلۡمُضۡطَرَّ إِذَا دَعَاهُ﴾ هذا استفهام من
الله - تعالى - للمشركين، يقول: أنتم تشركون بالله عز وجل في حالة الرخاء، ولكن
إذا وقعتم في الشدة والاضطرار دعوتم الله مخلصين له الدين فأنقذكم، فلماذا تُشركون
به في حالة الرخاء؟ كما قال - تعالى -: ﴿وَإِذَا مَسَّكُمُ ٱلضُّرُّ فِي ٱلۡبَحۡرِ ضَلَّ مَن تَدۡعُونَ إِلَّآ
إِيَّاهُۖ فَلَمَّا نَجَّىٰكُمۡ إِلَى ٱلۡبَرِّ أَعۡرَضۡتُمۡۚ وَكَانَ ٱلۡإِنسَٰنُ
كَفُورًا﴾ [الإسراء: 67] فالله سبحانه وتعالى يقول: إذا كان لا ينقذكم من الشدائد إلَّا الله
باعترافكم - فكيف تُشركون به في حالة الرخاء، هل هذا إلاَّ التناقض؟
وقوله: ﴿وَيَكۡشِفُ
ٱلسُّوٓءَ﴾ أي: لا أحد يكشف السوء
سواه، والمشركون يعترفون أنه لا أحد يكشف السوء إلَّا الله سبحانه وتعالى فلماذا
يعبدون غيره؟
﴿وَيَجۡعَلُكُمۡ خُلَفَآءَ ٱلۡأَرۡضِۗ﴾من هو الذي يداول الدنيا بين الناس، يداول الغنى والفقر، ويداول العز
والذل، ويداول الملك بين الناس، فقوله: ﴿وَيَجۡعَلُكُمۡ خُلَفَآءَ ٱلۡأَرۡضِۗ﴾ تخلفون الجيل الذي قبلكم في الملك، وفي الأموال، وفي العقارات، وفي كل
شيء، جيل يخلف جيلاً، من هو هذا الذي يدبر هذا التدبير؟ هل هي الأصنام؟ كلا، بل هو
الله، وهم يعترفون بهذا.
ثم قال: ﴿أَءِلَٰهٞ
مَّعَ ٱللَّهِۚ﴾هل يستحق أحد العبادة مع
الله سبحانه وتعالى ؟ هذا إلزام لهم ببطلان ما هم عليه من عبادة غير الله.