×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

روى الطبرانيُّ بإسناده أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم رجل منافق يؤذي المؤمنين، فقال بعضهم: قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ لاَ يُسْتَغَاثُ بِي وَإِنَّمَا يُسْتَغَاثُ بِاللهِ» ([1]).

****

ولهذا قال: ﴿تَعَٰلَى ٱللَّهُ عَمَّا يُشۡرِكُونَ [النمل: 63] أي: تنزه عن الشرك.

وهنا فائدة عظيمة وهي: أن الله سمَّى الدعاء عبادة، فقال: ﴿وَكَانُواْ بِعِبَادَتِهِمۡ كَٰفِرِينَ [الأحقاف: 6]؛ لأنَّه في أول الآية قال: ﴿وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّن يَدۡعُواْ [الأحقاف: 5]، وإذا كان الدعاء عبادة فصرفه لغير الله شرك، كما في الآية الأخرى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِي [غافر: 60]، يعني: عن دعائي، فسمَّي الدعاء عبادة، وإذا كان الدعاء عبادة فصرفه لغير الله شرك.

قوله: «كَانَ رَجُلٌ» لم يذكر اسمه هنا، وورد أنه عبد الله بن أبي، رأس المنافقين.

«منافق» النفاق هو: إظهار الخير وإبطان الشر، وهو نوعان:

نفاق اعتقادي، ونفاق عملي.

والنفاق الاعتقادي كفر أكبر، وصاحبه في الدرك الأسفل من النار، ومعناه: أن يُظهر الإيمان ويُبطن الكفر.

وسبب النفاق: أنه لما اعتزَّ الإسلام بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم صار هناك أُناس يريدون العيش مع المسلمين، ولكنهم لن يستطيعوا أن


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (22706).