يعيشوا بين المسلمين
إلاَّ إذا أظهروا الإسلام، وهم لا يريدون الإسلام ولا يحبُّون الإسلام، فلجأوا إلى
حيلة النفاق، وهي: أن يُظهروا الإسلام من أجل أن يعيشوا مع المسلمين، ويبقوا في
قرارة نفوسهم على الكفر. فسمُّوا بالمنافقين، هذا هو النفاق الاعتقادي.
وأما النفاق العملي
فمعناه: أن بعض المسلمين الذين عقيدتهم سليمة ومؤمنون بالله، لكنهم يتصفون ببعض
صفات المنافقين، مثل: الكذب في الحديث، والغدر في العهد، وإخلاف الوعد، قال صلى
الله عليه وسلم: «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاَثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا
وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ» ([1])، هَذَا نفاق عملي،
صاحبه مؤمن، ولكن فيه خَصْلَة من خِصال المنافقين، وهي خطيرة جدًّا، ربما أنها
تؤول إلى النفاق الأكبر إذا لم يتب منها.
«يُؤْذِي
الْمُؤْمِنِينَ» بمعنى: أنه يضايق المسلمين بكلامه وبتصرُّفاته، يسخر من المسلمين، يتلَّمس
معايب المسلمين، ينال من الرسول صلى الله عليه وسلم، وينال من المؤمنين، ويتتبَّع
العثرات. فدلَّ على أن إيذاء المسلمين من النفاق.
«فقال بعضهم» لم
يسمِّ القائل، وقد ورد في بعض الروايات أنه أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
«قوموا بنا نستغيثُ برسول الله صلى الله عليه وسلم » يعني: نستجير به، ونحتمي به «من هذا المنافق» ليردعه عنا ويكفَّه عنا.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (33)، ومسلم رقم (59).