×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

 إذًا فقول البوصيري:

يَا أَكْرَمَ الْخَلْقِ مَا لِي مَنْ أَلُوذُ بِهِ *** سِوَاكَ عِنْدَ حُلُولِ الْحَادِثِ الْعَمَمِ

إِنْ لَمْ تَكُنْ فِي مَعَادِيَ آخِذًا *** بِيَدِي فَضْلاً وَإلِّا قُلْ يَا زَلَّةَ الْقَدَمِ

فَإِنَّ مِنْ جُودِكَ الدُّنْيَا وَضُرَّتَهَا *** وَمِنْ عُلُومِكَ عِلْمُ اللَّوحِ وَالْقَلَمِ

أليس هذا من أكبر الشرك؟

يقول: ما ينقذ يوم القيامة إلاَّ الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يخرج من النار إلَّا الرسول، أين الله سبحانه وتعالى ؟

ثم قال: إن الدنيا والآخرة كلها من جود الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلم اللَّوح المحفوظ والقلم الذي كتب في اللوح المحفوظ بأمر الله هو بعض علم الرسول، إذ الرسول يعلم الغيب.

وهذه القصيدة - مع الأسف - تُطبع بشكل جميل وحرف عريض، وتوزَّع، وتُقرأ، ويُعتنى بها أكثر مما يُعتنى بكتاب الله عز وجل فلا حول ولا قوة إلاَّ بالله العلي العظيم.

الحاصل؛ أن الرسول صلى الله عليه وسلم إذا كان أنكر على خواص أصحابه هذه الكلمة، وقال: «إِنَّهُ لاَ يُسْتَغَاثُ بِي» وهذا في الدنيا، مع أنه قادر على أن يغيثهم من المنافق، فكيف يُستغاث به بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، كيف يُستغاث بمن هو دونه من الأولياء والصالحين؟ هذا أمر باطل، والاستغاثة لا تجوز إلاَّ بالله، فيكون في هذا شاهد للترجمة: «بابٌ من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعوَ غيره» المناسبة ظاهرة ولله الحمد والمنة، وكل هذا من أجل حماية التَّوحيد، وصفاء العقيدة، والمنع من كل ما يُفضي إلى الشرك ولو على المدى البعيد.


الشرح