الشرك لا يُتساهل
فيه أبدًا، والطُّرُق التي توصِّل إلى الشرك لا يُتساهل فيها أبدًا، وأنتم تعلمون
ماذا حصل في قوم نوح، وأن الشرك حصل فيهم بسبب تعليق الصور، والغلو في الصالحين،
وكانوا في وقتهم لم يشركوا، ولكن صار هذا وسيلة إلى الشرك فيما بعد؛ لما مات
أولئك، ونُسي العلم أو نُسخ العلم عُبدت هذه الصور، فالوسائل إذا تُسوهل فيها
أدَّت إلى الشرك، فالواجب علينا منع الشرك، ومنع وسائله، وأسبابه، وأن لا نسمح
بالألفاظ الشركية، ولا بأي شيء يُفضي إلى الشرك، وعلينا أن نحذر من ذلك صيانةً
للعقيدة، وحماية للتَّوحيد، وإشفاقًا على المسلمين من الضلال والكفر والإلحاد،
فإنه ما حصل هذا الشرك في الأمة، وما حصل هذا الضلال في الأمة إلَّا لما تساهل
الناس في أمر العقيدة، وسكت العلماء عن بيان خطر الشرك، والتحذير من أسباب الشرك،
ورأوا الناس على الشرك وعبادة القبور ولم ينهوهم. هذا إذا أحسنَّا بهم الظن،
وقلنا: إنهم ينكرون هذا بأنفسهم، ولكن ما قاموا بواجب الإنكار، أما إذا كانوا يرون
هذا جائزًا، فهذا أمر خطير جدًا.
نسأل الله عز وجل أن
يحفظ لنا ديننا وعقيدتنا، وأن يجعلنا من الدعاة إليه بالحكمة، والدعوة إلى سبيله
بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن.
***
الصفحة 15 / 619