دعاء عبادة، ودعاء
مسألة.
دعاء العبادة هو: الثناء على الله
سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته.
ودعاء المسألة هو: طلب الحاجات من
الله سبحانه وتعالى.
ويجتمع النوعان في
سورة الفاتحة، فقوله تعالى: ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الفاتحة: 2]، هذا دعاء عبادة؛ لأنه ثناء على الله، وقوله: ﴿ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة: 3] دعاء عبادة، ﴿مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ﴾ [الفاتحة: 4] دعاء عبادة ﴿إِيَّاكَ
نَعۡبُدُ﴾ [الفاتحة: 5]، دعاء عبادة، ﴿وَإِيَّاكَ
نَسۡتَعِينُ﴾ [الفاتحة: 5] هذا دعاء مسألة،
إلى آخر السورة.
ولهذا يقول الله جل وعلا في الحديث القدسي: «قَسَمْتُ الصَّلاَةَ» يعني: الفاتحة، سماها صلاة، «بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ» ([1]) لأن أولها دعاء عبادة الله، وآخرها دعاء مسألة، والعلاقة بين دعاء العبادة ودعاء المسألة: أن دعاء العبادة مُسْتَلْزِم لدعاء المسألة، فإذا قال: ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٢ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ٣﴾ يلزم من هذا أنه يسأل الله سبحانه وتعالى ودعاء المسألة متضمِّن لدعاء العبادة، بمعنى: أن دعاء العبادة داخل في دعاء المسألة، فالذي يسأل الله حوائجه يتضمَّن سؤاله أنه يعبد الله بذلك.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (395).