×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

دعاء عبادة، ودعاء مسألة.

دعاء العبادة هو: الثناء على الله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته.

ودعاء المسألة هو: طلب الحاجات من الله سبحانه وتعالى.

ويجتمع النوعان في سورة الفاتحة، فقوله تعالى: ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [الفاتحة: 2]، هذا دعاء عبادة؛ لأنه ثناء على الله، وقوله: ﴿ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ [الفاتحة: 3] دعاء عبادة، ﴿مَٰلِكِ يَوۡمِ ٱلدِّينِ [الفاتحة: 4] دعاء عبادة ﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ [الفاتحة: 5]، دعاء عبادة، ﴿وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ [الفاتحة: 5] هذا دعاء مسألة، إلى آخر السورة.

ولهذا يقول الله جل وعلا في الحديث القدسي: «قَسَمْتُ الصَّلاَةَ» يعني: الفاتحة، سماها صلاة، «بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ» ([1]) لأن أولها دعاء عبادة الله، وآخرها دعاء مسألة، والعلاقة بين دعاء العبادة ودعاء المسألة: أن دعاء العبادة مُسْتَلْزِم لدعاء المسألة، فإذا قال: ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٢ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ ٣ يلزم من هذا أنه يسأل الله سبحانه وتعالى ودعاء المسألة متضمِّن لدعاء العبادة، بمعنى: أن دعاء العبادة داخل في دعاء المسألة، فالذي يسأل الله حوائجه يتضمَّن سؤاله أنه يعبد الله بذلك.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (395).