وقول الله تعالى: ﴿وَلَا تَدۡعُ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا
يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَۖ فَإِن فَعَلۡتَ فَإِنَّكَ إِذٗا مِّنَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ [يونس: 106].
****
قال: «وقول الله تعالى: ﴿وَلَا تَدۡعُ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا
يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَۖ فَإِن فَعَلۡتَ فَإِنَّكَ إِذٗا مِّنَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾ »، والآية التي
تليها: ﴿وَإِن يَمۡسَسۡكَ ٱللَّهُ بِضُرّٖ فَلَا كَاشِفَ لَهُۥٓ إِلَّا هُوَۖ وَإِن
يُرِدۡكَ بِخَيۡرٖ فَلَا رَآدَّ لِفَضۡلِهِۦۚ يُصِيبُ بِهِۦ
مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ﴾ [يونس: 107] » الآيتان من آخر سورة يونس.
يقول الله جل وعلا
لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿وَلَا تَدۡعُ﴾ هذا نهي من الله لنبيه عن دعاء غير الله، والخطاب الموجه للنبي صلى الله
عليه وسلم موجه إلى أمته، إلاَّ إذا دلَّ دليل على اختصاصه به، فهذا النداء عام
للنبي صلى الله عليه وسلم ولأمته، ولأنه إذا نُهي النبي صلى الله عليه وسلم عن
ذلك، فغيره من باب أولى.
﴿وَلَا تَدۡعُ مِن دُونِ ٱللَّهِ﴾ أي: غير الله.
﴿مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَۖ﴾ ﴿مَا﴾ موصولة، أي: الذي لا ينفعك ولا يضرك، وذلك لأن المدعو إما أن يُطلب منه جلب خير، وإما أن يطلب منه دفع ضرر، وهذا إنما يختص بالله سبحانه وتعالى، فإنه هو الذي يقدر على دفع الضرر وجلب الخير، ودعاء الأموات وأصحاب القبور والأصنام والأوثان والأشجار والأحجار، لا يجلب خيرًا ولا يدفع ضررًا. وكل ما يُدعى من دون الله فهو بهذه المثابة، لا ينفع ولا يضر، لأنها إما أحجار جامدة، وإمَّا صور وتماثيل، وإما قبور هامدة، وإما أشجار، أو غير ذلك، فهي مخلوقات لا تقدر على جلب نفع ولا دفع ضرر، فالدعاء إنما يصلح أن يوجه لمن يقدر على ذلك، وهو الله سبحانه وتعالى.