﴿فَٱبۡتَغُواْ عِندَ ٱللَّهِ ٱلرِّزۡقَ﴾ أي: اطلبوا الرزق
من الله سبحانه وتعالى فإن الله قريب مجيب لمن دعاه، ولا تطلبوا الرزق من الأوثان
التي لا تملك شيئًا.
﴿وَٱعۡبُدُوهُ وَٱشۡكُرُواْ لَهُۥٓۖ إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ﴾ هذا فيه توجيه من
الله سبحانه وتعالى لعباده أن لا يطلبوا الرزق من غيره، وأن يعبدوه ولا يعبدوا
غيره، فإنهم إذا عبدوه رزقهم، كما قال - تعالى -: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا
لِيَعۡبُدُونِ ٥ مَآ أُرِيدُ مِنۡهُم مِّن رِّزۡقٖ وَمَآ
أُرِيدُ أَن يُطۡعِمُونِ
٥٧ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو
ٱلۡقُوَّةِ ٱلۡمَتِينُ
٥﴾، فالرزق إنما يُسْتَجْلَب بعبادة الله سبحانه وتعالى،
وأما المعاصي فإنها تسبِّب منع الرزق، فما يحصل في الأرض من المجاعات ومن شُحِّ
الأرزاق إنما سببه الكفر والمعاصي، وما يحصل في الأرض من خيرات وأرزاق فسببه
الطاعة والعبادة.
فهذه الآية كالتي
قبلها فيها وجوب التَّوَجُّه إلى الله - سبحانه - بالدعاء، وطلب الحاجات، وتفريج
الكُرُبات، وطلب الرزق، وأن أحدًا غيره لا يملك رزقًا: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَا يَمۡلِكُونَ لَكُمۡ
رِزۡقٗا﴾، فكيف يطلب الرزق ممن لا يملكه، وفاقد الشيء لا يعطيه.
وقوله: ﴿إِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ﴾ في الدار الآخرة
بعد الموت، فيجازيكم بأعمالكم.
وهذا تنبيه على أن
هناك دار جزاء، وأنكم إن أحسنتم فستلقون الجزاء الحسن، وإن أسأتم فستلقون الجزاء
السيء، فأنتم لستم بمهملين، ولا مضيَّعين، ولا متروكين، لا بد لكم من موعد مع الله
سبحانه وتعالى