وقوله: ﴿وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّن يَدۡعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَن لَّا
يَسۡتَجِيبُ لَهُۥٓ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ﴾ [الأحقاف: 5] الآية.
****
في موقف الحساب، فاستدركوا لأنفسكم قبل الموت،
وتوجهوا إلى الله، وأخلصوا له العبادة، وأصلحوا الأعمال، لأنكم تُرجعون إلى الله،
وهذا الموعد ما أحد يتخلَّف عنه، لا الكافر، ولا المسلم.
قال: «وقول الله
سبحانه وتعالى: ﴿وَمَنۡ
أَضَلُّ مِمَّن يَدۡعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَن لَّا يَسۡتَجِيبُ لَهُۥٓ إِلَىٰ
يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ﴾، وتتمة الآية: ﴿وَمَنۡ
أَضَلُّ مِمَّن يَدۡعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَن لَّا يَسۡتَجِيبُ لَهُۥٓ إِلَىٰ
يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَهُمۡ عَن دُعَآئِهِمۡ غَٰفِلُونَ
٥ وَإِذَا حُشِرَ ٱلنَّاسُ
كَانُواْ لَهُمۡ أَعۡدَآءٗ وَكَانُواْ بِعِبَادَتِهِمۡ كَٰفِرِينَ ٦﴾ [الأحقاف: 5 - 6] »، الآيات من سورة الأحقاف.
﴿وَمَنْ
أَضَلُّ﴾ لا أحد أشدَّ ضلالاً، ﴿مِمَّن يَدۡعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ﴾ أي: غير الله.
﴿مَن لَّا يَسۡتَجِيبُ لَهُۥٓ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ﴾ هل الصنم استجاب
لأحد في يوم من الأيام؟ هل القبر استجاب لأحد في يوم من الأيام؟ هل الشجرة التي
تُعبد من دون الله استجابت لأحد؟ أبدًا، ولو قُدِّر أنه يحصل للمشرك مقصوده، فهذا
ليس من المعبود من دون الله، وإنما هو من الله سبحانه وتعالى أجراه امتحانًا له،
واستدراجًا له، حتى يظن أن هذا من القبر، فيستمر في الشرك - والعياذ بالله.
وقد ذكر شيخ الإسلام في إحدى رسائله - أو في كثير من رسائله - ما معناه: أن ما يحصل لعبَّاد القبور من قضاء الحاجات، فليس ذلك دليلاً على صحة مذهبهم، لأن حصول المقصود يكون ابتلاءً وامتحانًا