الشيطان بذلك، حصل على المسلمين مصيبة أكبر من
مصيبة القتل، كل هذا بسبب المعصية.
انظروا يا عباد
الله، معصية واحدة وليست من الجميع، وإنما هي في بعض الصحابة حصل بسببها هذه
العقوبة على خير الخلق، فكيف بنا نحن، ونحن نرتكب من المعاصي والمخالفات الشيء
الكثير؟ ولا حول ولا قوة إلَّا بالله، فهذا فيه خطورة المعاصي، ومخالفة أمر النبي
صلى الله عليه وسلم.
ثم قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ عَفَا عَنكُمۡۗ﴾ [آل عمران: 152] هذا تطمين لهم
بعدما وَبَّخهم سبحانه وتعالى لأنهم أحبابه وأولياؤه.
وقد «شُجَّ
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم » وهذا دليل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا
يملك لنفسه ضرًّا ولا نفعًا، فلا تجوز عبادته.
وهذا من أدلة بطلان
الشرك؛ أن المخلوق وإن بلغ من المنزلة العالية فإنه مخلوق، لا يستحق شيئًا من
العبادة، فأشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وقع عليه الضرر، وجُرح عليه الصلاة
والسلام فدلَّ على أنه لا تجوز عبادته من دون الله، وإذا كان كذلك فغيره من باب
أولى، فلا تجوز عبادة الأولياء والصالحين ومَن دون ذلك، لأن كل الخلق لا تجوز
عبادتهم، لا الملائكة، ولا النبيين، ولا الأولياء، ولا الصالحين. العبادة حق لله
سبحانه وتعالى لا يجوز صرفها لغيره، وقال - تعالى -: ﴿قُل لَّآ أَمۡلِكُ لِنَفۡسِي نَفۡعٗا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۚ وَلَوۡ كُنتُ أَعۡلَمُ
ٱلۡغَيۡبَ لَٱسۡتَكۡثَرۡتُ مِنَ ٱلۡخَيۡرِ وَمَا مَسَّنِيَ ٱلسُّوٓءُۚ إِنۡ أَنَا۠
إِلَّا نَذِيرٞ وَبَشِيرٞ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ﴾ [الأعراف: 188].فإذا كان الرسول لا تجوز عبادته من دون الله عز وجل
فكيف بغيره من الخلق؟ والرسول لم يستطع الدفع عن نفسه: ﴿قُلۡ إِنِّي لَآ أَمۡلِكُ لَكُمۡ ضَرّٗا