×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

وَلَا رَشَدٗا ٢١ قُلۡ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ ٱللَّهِ أَحَدٞ وَلَنۡ أَجِدَ مِن دُونِهِۦ مُلۡتَحَدًا ٢٢ [الجن: 21 - 22].

ولما شُجَّ النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد قال عليه الصلاة والسلام: «كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجُّوا نَبِيَّهُمْ؟» استبعد صلى الله عليه وسلم فلاحهم، واستبعد استجابتهم للدعوة، لأنهم بلغوا من العِناد، وبلغوا من المشاقة إلى هذا الحد، فهؤلاء بعيد أن يستجيبوا، وإذا لم يستجيبوا فلن يفلحوا، ولكن الله جل وعلا يعلم المستقبل وما يكون؛ فعاتبه، وقال: ﴿لَيۡسَ لَكَ مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٌ أَوۡ يَتُوبَ عَلَيۡهِمۡ أَوۡ يُعَذِّبَهُمۡ فَإِنَّهُمۡ ظَٰلِمُونَ [آل عمران: 128] وهذا - أيضًا - دليل آخر على عدم استحقاقه لشيء من العبادة، الأمر في هذا الكون والتدبير لله سبحانه وتعالى وإنما الرسول صلى الله عليه وسلم مبلِّغ عن الله، والأمر لله سبحانه وتعالى: ﴿أَلَا لَهُ ٱلۡخَلۡقُ وَٱلۡأَمۡرُۗ تَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [الأعراف: 54]، فالأمر لله ﴿قُلۡ إِنَّ ٱلۡأَمۡرَ كُلَّهُۥ لِلَّهِۗ [آل عمران: 154]، وإنما الرسل مبلِّغون عن الله فقط، ودعاة إلى الله.

﴿لَيۡسَ لَكَ مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٌ لا أمر النصر، ولا أمر الهزيمة، ولا أمر التوبة، ولا أمر الفلاح، ولا أمر الدخول في الإسلام والهداية، وإنما كل هذا بيد الله سبحانه وتعالى أنت ليس عليك إلَّا البلاغ: ﴿إِنۡ عَلَيۡكَ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُۗ [الشورى: 48]، ﴿فَإِنَّمَا عَلَيۡكَ ٱلۡبَلَٰغُ وَعَلَيۡنَا ٱلۡحِسَابُ [الرعد: 40]، هذه وظيفة الرسول صلى الله عليه وسلم أنه مبلِّغ عن الله فقط، أما أنه يملك النفع والضَّر والنصر والرَّزق والحياة والموت؛ فهذا لا يملكه أحد إلاَّ الله سبحانه وتعالى.


الشرح