×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

من النار لمن هُم أقرب الناس إليه: قبيلته قريش، وعمه وعمته إخوان أبيه، بل ولده، عمَّم وخصص صلى الله عليه وسلم في هذا.

هذا فيه دليل على مسألة مهمة وهي: أنه لا يجوز الاعتماد على النسب والقرابة من الأنبياء والصالحين؛ لأنه لا يُغني عند الله شيئًا: ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَلَآ أَنسَابَ بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَئِذٖ وَلَا يَتَسَآءَلُونَ [المؤمنون: 101]، هذا عام في كل الناس وقرابات الأنبياء وغيرهم، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ» ([1])، قال سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن ذَكَرٖ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ شُعُوبٗا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْۚ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ [الحجرات: 13]؛ فالاعتبار بالتقوى لا بالنسب، النسب إنما يُستعمل في الدنيا: ﴿لِتَعَارَفُوٓاْ يعرف بعضكم بعضًا، كلٌّ يعرف قرابته وقبيلته، أما في الآخرة فلا ﴿فَلَآ أَنسَابَ بَيۡنَهُمۡ، لا يبقى إلاَّ الأعمال فقط، ﴿وَمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُم بِٱلَّتِي تُقَرِّبُكُمۡ عِندَنَا زُلۡفَىٰٓ إِلَّا مَنۡ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا [سبأ: 37]، فالله سبحانه وتعالى لا ينفع عنده إلَّا العمل الصالح.

وقال الخليل عليه الصلاة والسلام: ﴿يَوۡمَ لَا يَنفَعُ مَالٞ وَلَا بَنُونَ ٨٨ إِلَّا مَنۡ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلۡبٖ سَلِيمٖ ٨٩ [الشعراء: 88- 89]، يقول بعضهم: أنا من أهل البيت، ويتكل على هذا، ولا يَحْفِل بالأعمال الصالحة، يظن أن كونه من أهل البيت يكفي، وهذا غرور من الشيطان، هذا الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لابنته سيدة نساء العالمين، يقول لها: «سَلِينِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتِ، لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللهِ شَيْئًا» وَهِي بنته، أليست في مقدمة أهل البيت؟ «لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللهِ شَيْئًا»


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2699).