×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا قَضَى اللهُ الأَْمْرَ فِي السَّمَاءِ؛ ضَرَبَتِ الْمَلاَئِكَةُ بِأَجْنِحَتَهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ،

****

 قوله: «إِذَا قَضَى اللهُ الأَْمْرَ» معناه: إذا تكلَّم الله بالوحي، كما في حديث النوَّاسِ بن سَمْعان الذي في آخر الباب بهذا اللفظ: «إِذَا تَكَلَّمَ اللهُ بِالْوَحْيِ» ([1]) وهذا معنى قوله: «قَضَى اللهُ الأَْمْرَ فِي السَّمَاءِ»، ففي ذلك إثبات الكلام لله سبحانه وتعالى وأنه كلام يُسمع، تسمعه الملائكة، وإذا سمعوه صَعِقوا وخَرُّوا - كما يأتي - خَرُّوا لله سُجَّدًا، تعظيمًا لله عز وجل.

وفي قوله: «فِي السَّمَاءِ» هذا فيه إثبات علوُّ الله سبحانه وتعالى فهو كقوله تعالى: ﴿ءَأَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يَخۡسِفَ بِكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ١٦ أَمۡ أَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يُرۡسِلَ عَلَيۡكُمۡ حَاصِبٗاۖ فَسَتَعۡلَمُونَ كَيۡفَ نَذِيرِ ١٧ [الملك: 16- 17]، والذي في السماء هو الله سبحانه وتعالى، أي: العلو، هو العلي الأعلى: ﴿وَهُوَ ٱلۡقَاهِرُ فَوۡقَ عِبَادِهِۦ [الأنعام: 18]، ﴿ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ [الأعراف: 54]، والعرش هو أعلى المخلوقات، وسقف المخلوقات وأعظمها.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم للجارية: «أَيْنَ اللهُ؟» قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ، قال لسيِّدها: «أَعْتِقْهَا، فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ» ([2])والأدلة على ذلك كثيرة، وقد صنَّف الحافظ الذهبي رحمه الله كتابًا سمَّاه: «العلو للعليِّ الغفَّار» ساق فيه الأدلة على علو الله على عرشه، وهي كثيرة.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4738).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (537).