المسألة السادسة: فيه دليل على ما ذكرنا أن
السماوات طِباق متعدِّدة إلى سبع سماوات، وفي كل سماء سكَّان من الملائكة،
يعمرونها بعبادة الله عز وجل من التسبيح والتهليل، وتعظيم الله عز وجل.
المسألة السابعة: في الحديث دليل -
أيضًا - على أن الملائكة كلٌّ له عمل موكَّل به، إذا كان جبريل موكلاً بالوحي،
فكذلك ميكائيل موكل بالقطر والنبات كما جاء في الحديث، وكذلك إسرافيل موكل بالنفخ
في الصُّور، وكذلك بقية الملائكة، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في
استفتاحه إذا قام يتهجَّد من الليل:
«اللَّهُمَّ رَبَّ
جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ» ([1]) لماذا خص هؤلاء، مع
أن الله رب لكل شيء؟ لمكانة هؤلاء، لأن جبرائيل موكَّل بالوحي الذي به حياة
القلوب، وميكائيل موكَّل بالفطر والنبات الذي فيه حياة الأرض بعد موتها، وإسرافيل
موكَّل بالنفخ في الصُّور الذي فيه حياة الأجسام بعد موتها، فكلُّهم موكلون
بالحياة، هذا بحياة القلوب بالوحي، وهذا بحياة الأرض بالماء والقطر، وهذا بحياة
الأجساد يوم القيامة ونفخ الأرواح فيها.
المسألة الثامنة: أن الملائكة لا يعلمون الغيب، ويسألون غيرهم عما خفي عليهم.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (770).
الصفحة 22 / 619