قال - تعالى -: ﴿وَرُدُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ مَوۡلَىٰهُمُ ٱلۡحَقِّۖ وَضَلَّ عَنۡهُم
مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ﴾ [يونس: 30]، فـ ﴿هُنَالِكَ ٱلۡوَلَٰيَةُ لِلَّهِ ٱلۡحَقِّۚ﴾ [الكهف: 44]، يوم القيامة ما
أحد يلوي على أحد، ولا أحد يسأل عن أحد، بل إن القريب إذا رأى أقرب النَّاس إليه
يفر منه.
﴿وَلَا شَفِيعٞ﴾ أي: واسطة، يتوسط له عند الله، ما أحد يشفع له يوم
القيامة إلاَّ بإذن الله سبحانه وتعالى، وبشرط أن يكون هذا الشخص ممن ي رضي الله
عنه، هذه شفاعة منفيَّة؛ فبطل أمر هؤلاء الذين يتخذون الشفعاء، ويظنون أنهم
يخلصونهم يوم القيامة من عذاب الله، كما يقول صاحب «البردة»:
يَا أَكْرَمَ
الْخَلْقِ مَا لِي مَنْ أَلُوذُ بِهِ *** سِوَاكَ عِنْدَ حُلُولِ الْحَادِثِ
الْعَمَمِ
إِنْ لَمْ تَكُنْ
فِي مَعَادِيَ آخِذًا *** بِيَدِي فَضْلاً وَإِلَّا قُلْ يَا زَلَّةَ الْقَدَمِ
هذا على اعتقاد
المشركين أن الرسول يأخذ بيده ويخلصه من النار، وهذا ليس بصحيح، لا يخلصه من النار
إلَّا الله سبحانه وتعالى إذا كان من أهل الإيمان.
﴿لَّعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ﴾ [الأنعام: 51] هذا تعليل لقوله: ﴿وَأَنذِرۡ بِهِ﴾، من أجل ماذا؟ أي:
من أجل أن يتقوا ربهم سبحانه وتعالى والتقوى معناها: أن يتخذوا ما يقيهم من عذاب
الله يوم القيامة؛ وذلك بالأعمال الصالحة، بفعل الطاعات وترك المحرمات، ولا يقي من
عذاب الله يوم القيامة إلَّا هذا.
فهذا فيه الرد على المشركين الذين يتخذون الشفعاء بيَّن الله أنه سيأتي يوم القيامة ولا أحد يشفع لهم كما يزعمون.