×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

قوله تعالى: ﴿وَأَنذِرۡ بِهِ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحۡشَرُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ لَيۡسَ لَهُم مِّن دُونِهِۦ وَلِيّٞ وَلَا شَفِيعٞ [الأنعام: 51].

****

 الآية الأولى: «قوله - تعالى -: ﴿وَأَنذِرۡ بِهِ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحۡشَرُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ لَيۡسَ لَهُم مِّن دُونِهِۦ وَلِيّٞ وَلَا شَفِيعٞ» هذا أمر من الله للنبي صلى الله عليه وسلم.

يقول: «﴿وَأَنذِرۡ بِهِ» الإنذار هو: الإعلام بشيء مَخُوف. أما البشارة فهي: الإعلام بشيء محبوب، والنبي صلى الله عليه وسلم بشير ونذير، بشير لأهل الإيمان بالأجر والثواب والجنة، ونذير لأهل الشرك والمعاصي بالعذاب والنار.

﴿ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحۡشَرُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ الحشر معناه: الجمع؛ لأن الله يجمع الخلائق يوم القيامة أولهم وآخرهم في صعيد واحد، لا يخفى منهم أحد؛ لأجل فصل القضاء بينهم، وجزائهم بأعمالهم. وهذا الموقف لا بد منه، فأنت أيها الرسول أنذر المؤمنين بهذا الموقف، ولماذا خص المؤمنين؟ لأنهم هم الذين يمتثلون، وإلَّا فإنه مأمور بأن يبلغ النَّاس كلهم، ولكنه - أحيانًا - يؤمر بتخصيص المؤمنين، لأنهم هم الذين يمتثلون، وفي إنذارهم نفع لهم، أما المشركون والكفار فهم يبلغون من أجل إقامة الحجة عليهم، وأما المؤمنون فإنهم يبلغون من أجل نفعهم بذلك.

﴿لَهُم مِّن دُونِهِۦ أي: غير الله.

﴿وَلِيّٞ  وَلَا شَفِيعٞ لا أحد يتولاَّهم يوم القيامة من الخلق، و ﴿يَوۡمَ يَفِرُّ ٱلۡمَرۡءُ مِنۡ أَخِيهِ ٣٤ وَأُمِّهِۦ وَأَبِيهِ ٣٥ وَصَٰحِبَتِهِۦ وَبَنِيهِ ٣٦ لِكُلِّ ٱمۡرِيٕٖ مِّنۡهُمۡ يَوۡمَئِذٖ شَأۡنٞ يُغۡنِيهِ ٣٧ [عبس: 34- 37]، يوم القيامة ما أحد يسأل عن أحد،


الشرح