وأمر الشفاعة أمر
عظيم؛ لأنَّه غلط فيها أمم من النَّاس قديمًا وحديثًا، وفهموها على غير المقصود،
فجمهور المشركين - أو كل المشركين - فهموها على غير المقصود، وبعض المبتدعة من
المسلمين أنكروا بعضها، فحصل الغلط، فلا بد من التفصيل والإيضاح في أمر الشفاعة،
لأنها أصبحت مزلة أقدام، يجب على طلبة العلم أن يهتموا بهذا الأمر؛ لأن فيها
مغالطات عند القبوريين والخرافيين، لأنهم لا يفقهون معنى الشفاعة، أو أنهم
يتعمَّدون المعاندة والمخالفة، ويصرون على ما كان عليه آباؤهم وأجدادهم ومشايخهم
من الضلال في هذا الباب.
فالشفاعة ليست منفية
مطلقة، ولا مثبتة مطلقة، بل فيها تفصيل، وفيها إيضاح لا بد من معرفته، ولذلك عقد
المصنف رحمه الله. هذا الباب لها من أجل هذا الغرض.
ثمَّ ساق رحمه الله
بعض الآيات والأحاديث في موضوع الشفاعة.
***