×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

عِنْدَ اللَّهِ» ([1]) إِلَّا أنه كان عنده حَضْرة من المشركين قالوا له: أترغب عن مِلَّة عبد المطلب؟. فأخذته النَّخوة - والعياذ بالله - والحَمِيَّة الجاهلية وقال: هو على ملَّة عبد المطلب، ومات ولم يقل لا إله إلَّا الله، فصار من أهل النار؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم يشفع له في تخفيف العذاب عنه يوم القيامة، لا في إخراجه من النار، فلا يتعارض هذا مع قوله: ﴿فَمَا تَنفَعُهُمۡ شَفَٰعَةُ ٱلشَّٰفِعِينَ [المدثر: 48]، لأنها لم تنفع أبا طالب بالخروج من النار، وإنما نفعته في تخفيف العذاب عنه.

النوع الخامس: الشفاعة فيمن استحق النار من أهل التَّوحيد أن لا يدخلها.

النوع السادس: الشفاعة فيمن دخل النار من أهل التَّوحيد أن يخرج منها، وهاتان الشفاعتان الأخيرتان ليستا خاصتين بالنبي صلى الله عليه وسلم، بل هما عامتان في الأنبياء والأولياء، والصالحين، والإفراط. فالأولياء يشفعون، والصالحون، والأفراط - وهم الأولاد الصغار - يشفعون لآبائهم.

وهذه الشفاعة يثبتها أهل السُّنَّة والجماعة للأحاديث الواردة الصحيحة فيها، ويخالف فيها المبتدعة من المعتزلة، والخوارج الذين يقولون إن من دخل النار لا يخرج منها، ويخالفون بذلك الأحاديث الصحيحة الواردة فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم، هذه أنواع الشفاعات الثابتة الصحيحة التي توفر فيها الشرطان المذكوران.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3671).