×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

وفي الصحيح عن ابن المسيّب عن أبيه قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة

****

ولا من ولي، ولا من أي مخلوق، ومن طلبه من غير الله فهو مشرك الشرك الأكبر المخرج من الملَّة.

فهذا غرض المصنِّف رحمه الله من عقد هذا الباب.

قال: «في الصحيح» يعني: في الصحيحين صحيح البخاريِّ وصحيح مسلم.

«عن ابن المسيِّب» هو: سعيد بن المسيَّب بن حَزَن بن أبي وهب المخزومي، أحد أكابر التابعين، وكان له منزلة في العلم عظيمة، فهو من أكبر علماء التابعين، وهو أحد الفقهاء السبعة الذين انتهت إليهم الفتوى في الدُّنيا في زمانهم.

وأبوه المسيَّب بن حَزَن، صحابي، وجده الحَزَن - أيضًا - صحابي، فهو من كبار التابعين، وأبوه وجده صحابيَّان.

«عن أبيه» المسيِّب.

«قال: لَمَّا حضرت أبا طالب الوفاة» معناه: قارب الوفاة، وليس المراد أنه نزل به الموت؛ لأنه إذا نزل الموت بالمحتضر، وبلغت الروح الغرغرة لا تُقبل منه توبة، كما جاء في الحديث: «إِنَّ اللهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ» ([1]) فالمراد بهذا - والله أعلم - أنه لما حضرته الوفاة يعني: لما ظهرت عليه علامات الموت قبل أن تبلغ روحه


الشرح

([1])  أخرجه:الترمذي رقم (3537)، وابن ماجه رقم (4253)، وأحمد رقم (6160)، والحاكم رقم (7659).