جاءه رسول الله
صلى الله عليه وسلم وعنده عبد الله بن أبي أمية، وأبو جهل، فقال له: «يَا عَمِّ،
قُلْ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ؛ كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللَّهِ عز
وجل » ([1]).
****
الغرغرة، وقبل أن يأتي الوقت الذي لا تُقبل منه
التوبة. ويَحتمل أنه حضرته الوفاة يعني: بلغ نزع الروح، فيكون هذا خاصًّا بأبي
طالب، وأما غيره فإذا وصل إلى هذا الحد فإنه لا تُقبل منه توبة. والله أعلم.
وأبو طالب هو: أبو
طالب بن عبد المطَّلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم، كَفَل الرسول صلى الله عليه
وسلم بعد موت جدِّه عبد المطَّلب، وبقي أبو طالب حول الرسول صلى الله عليه وسلم
قبل البعثة وبعد البعثة، يدافع عنه، ويحميه، إلى سنة ثمان من البعثة، وهو لم
يفارقه، يدافع عنه، ويحميه من أذى قومه، ويصبر معه على مضايقات المشركين، وبذل معه
شيئًا كثيرًا، وحرص النبي صلى الله عليه وسلم على هدايته، لعلَّ الله أن ينقذه من
النار، ومن ذلك أنه لما حضرته الوفاة جاء إليه، وهذا من حرصه صلى الله عليه وسلم
على الدعوة إلى الله خصوصًا مع أقاربه، ففيه حرصه صلى الله عليه وسلم على الدعوة
إلى الله، وصبره على ذلك.
«وعنده عبد الله بن أبي أمية المخزومي، وأبو جهل» المخزومي، أما عبد الله بن أبي أمية فقد منَّ الله عليه بالإسلام فأسلم، وأما أبو جهل عمرو بن هشام - قبَّحه الله - فهذا ألدُّ أعداء الإسلام، وأعظم الذين آذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمَّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فرعون هذه الأمة»، وقُتل يوم بدر، وهو الذي قاد المشركين إلى بدر،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3671).