×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

مجالسهم؛ من أجل أن ينشطوا على العبادة، إذا رأوهم تذكَّروا حالتهم فنشطوا على العبادة، فهو جاءهم من باب النصح، وأشار عليهم بمشورة ظاهرها الخبر، وأن هذه وسيلة للنشاط على العبادة، والتقوى، والصلاح، والاقتداء بهؤلاء، إذا رأوا صورهم تذكَّروا صلاحهم وحالتهم فاقتدوا بهم، هذا ظاهر نصيحته، ولكنه في الباطن يمكر بهم؛ لأنَّه يرمي إلى مرمى بعيد - لعنه الله - ينظر إلى العواقب، إلى الأجيال القادمة، يؤسس هذا الأساس للأجيال القادمة، وإلَّا فإنه يعرف أن هؤلاء - ما دام العلم موجودًا، وما دام أنهم على التَّوحيد - لن يتركوا عبادة الله عز وجل فقبلوا هذه المشورة؛ لأن ظاهرها أنها خير، وابتدعوا هذه البدعة.

وهذا دليل على أن البدع لا تجوز وإن كان ظاهرها الخير، وإن كانت نيّة أصحابها الخير.

ابتدعوا هذه البدعة، وصوَّروا هذه التماثيل على مجالس هؤلاء الصالحين ولم تُعبد في هذا الجيل، لأنهم على علم وعلى دين، لكن لما مات هذا الجيل، ونُسي العلم - وفي رواية: نُسِخ العلم بموت العلماء -، لأن الشيطان لا يتسلَّط - في الغالب - مع وجود العلماء، لأن العلماء يكافحونه، ويردُّون كيده، إنما يتسلَّط عند عدم العلماء.


الشرح