×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

قال: «هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم: أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابًا، وسموها بأسمائهم، ففعلوا، ولم تُعبد، حتى إذا هلك أولئك ونُسي العلم عُبدت.

****

 «حتى إذا هلك أولئك، ونُسي العلم» يعني: بموت العلماء الذين يحذِّرون من الشرك، «عُبدت» هذه الصور؛ لأن الشيطان قال لهم: إن آباءكم ما نصبوا هذه الصور إلاَّ من أجل أن يتقرَّبوا إليها، ويسقون بها المطر، فصدَّقوه في هذا.

ومقالته لهذا الجيل المتأخِّر تخالف مقالته للجيل السابق، هذا من باب المكر، فصدَّقوه في هذا فعبدوهم، ومن حينها حدث الشرك في الأرض، وغُيِّر دين آدم عليه الصلاة والسلام فبعث الله نبيَّه نوحًا عليه السلام أول الرُّسل.

وهذا أول شرك حدث في الأرض، وسببه هو الغلو في الصالحين ثمَّ بعث الله نبيَّه نوحًا عليه السلام ينهى عن ذلك، ويريد ردَّهم إلى التَّوحيد، ولكن لم يؤمن معه إلَّا القليل كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَقَالُواْ لَا تَذَرُنَّ ءَالِهَتَكُمۡ، كما قال كفَّار قريش لما نهاهم محمَّد صلى الله عليه وسلم عن الشرك: ﴿وَٱنطَلَقَ ٱلۡمَلَأُ مِنۡهُمۡ أَنِ ٱمۡشُواْ وَٱصۡبِرُواْ عَلَىٰٓ ءَالِهَتِكُمۡۖ [ص: 6]، لا تطيعوا محمَّدًا فدين المشركين واحد من قديم الزمان وحديثه.


الشرح