قال ابن القيم: «قال
غير واحد من السلف: لما ماتوا؛ عكفوا على قبورهم، ثمَّ صوَّروا تماثيلهم، ثمَّ طال
عليهم الأمد، فعبدوهم».
****
«قال ابن القيم» ابن القيِّم هو: محمَّد
بن أبي بكر بن أيوب الزرعي الدمشقي، الإمام الجليل، الحافظ، صاحب المصنَّفات
المشهورة في التَّوحيد والأصول والفقه ومختلف العلوم، وهو أكبر تلاميذ شيخ الإسلام
ابن تيميَّة رحمهما الله علمًا وقدرًا.
قال: «لما ماتوا» يعني: لما مات
هؤلاء الصالحون، وهذا تفسير وتوضيح لما قاله ابن عباس رضي الله عنهما.
«عَكَفوا على قبورهم» العُكوف هو: طول
البقاء في المكان، ومنه: الاعتكاف في المساجد، كما عرَّفه الفقهاء بأنه: لزوم مسجد
لطاعة الله.
«ثم صوَّروا
تماثيلهم» هذه خطوة ثانية.
«ثم طال عليهم الأمد
فعبدوهم»، هذه خطوة ثالثة.
فهذه الآثار مع
الآية الكريمة تدلُّ على مسائل عظيمة:
المسألة الأولى: تحريم الغلو في
الصالحين، بمعنى ما ذكرناه في الغلو، وأنه يؤول إلى الشرك، فإن غلو قوم نوح في
الصالحين آل بهم إلى الشرك - والعياذ بالله -، فهذا شاهد للتَّرجمة: «باب ما
جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين» وهذا ظاهر، فإن ما
وقع في قوم نوح كان سببه الغلو في الصالحين.
وفيه ردٌّ على عبَّاد القبور اليوم، الذين يقولون: البناء على القبور من