×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

باب المحبة للصالحين؛ يعني: وكوننا نستغيث بهم، ونستشفع بهم، ونذبح لهم، وننذر لهم، ونتبرَّك بتربتهم، هذا ليس من الشرك، هذا من باب محبة الصالحين. ويقولون: للذين ينكرون هذا أنتم تبغضون الصالحين. هكذا فسروا المحبة والبُغض، بأن المحبة: عبادتهم، والبغض: ترك عبادتهم، هذا من انتكاس الفِطَر - والعياذ بالله -.

فالآية والأثر يردَّان عليهم؛ لأن هذا ليس من محبة الصالحين، وإنما هو من الغلو فيهم الذي يؤول إلى الشرك - والعياذ بالله -.

المسألة الثانية: في هذه الآثار دليل على أن الغلو في الصالحين من سنَّة اليهود والنصارى، قال الله تعالى: ﴿يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَا تَغۡلُواْ فِي دِينِكُمۡ [النساء: 171] فالغلو في الصالحين من سنة اليهود والنصارى، وليس من سنة المسلمين، فهؤلاء القبوريُّون سلفهم اليهود والنصارى، وبئس السلف.

المسألة الثالثة: فيه التحذير من التَّصوير، ونشر الصور؛ لأن ذلك وسيلة إلى الشرك، فأول شرك حدث في الأرض هو بسبب الصور المنصوبة، وهذه إحدى علَّتي تحريم التصوير؛ لأن التصوير ممنوع لعلَّتين:

العلَّة الأولى: أنه وسيلة إلى الشرك.

العلَّة الثانية: أن فيه مُضاهاة لخلق الله عز وجل.

وقد قال - تعالى - كما في الحديث القدسي -: «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا حَبَّةً، أَوْ لِيَخْلُقُوا شَعِيْرَةً» ([1])،


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2111).