باب المحبة
للصالحين؛ يعني: وكوننا نستغيث بهم، ونستشفع بهم، ونذبح لهم، وننذر لهم، ونتبرَّك
بتربتهم، هذا ليس من الشرك، هذا من باب محبة الصالحين. ويقولون: للذين ينكرون هذا
أنتم تبغضون الصالحين. هكذا فسروا المحبة والبُغض، بأن المحبة: عبادتهم، والبغض:
ترك عبادتهم، هذا من انتكاس الفِطَر - والعياذ بالله -.
فالآية والأثر
يردَّان عليهم؛ لأن هذا ليس من محبة الصالحين، وإنما هو من الغلو فيهم الذي يؤول
إلى الشرك - والعياذ بالله -.
المسألة الثانية: في هذه الآثار دليل
على أن الغلو في الصالحين من سنَّة اليهود والنصارى، قال الله تعالى: ﴿يَٰٓأَهۡلَ
ٱلۡكِتَٰبِ لَا تَغۡلُواْ فِي دِينِكُمۡ﴾ [النساء: 171] فالغلو في الصالحين
من سنة اليهود والنصارى، وليس من سنة المسلمين، فهؤلاء القبوريُّون سلفهم اليهود
والنصارى، وبئس السلف.
المسألة الثالثة: فيه التحذير من
التَّصوير، ونشر الصور؛ لأن ذلك وسيلة إلى الشرك، فأول شرك حدث في الأرض هو بسبب
الصور المنصوبة، وهذه إحدى علَّتي تحريم التصوير؛ لأن التصوير ممنوع لعلَّتين:
العلَّة الأولى: أنه وسيلة إلى
الشرك.
العلَّة الثانية: أن فيه مُضاهاة
لخلق الله عز وجل.
وقد قال - تعالى - كما في الحديث القدسي -: «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا حَبَّةً، أَوْ لِيَخْلُقُوا شَعِيْرَةً» ([1])،
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2111).