×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

فالمصوِّر يحاول أن يضاهي خلق الله تعالى بإيجاد الصورة، فلذلك يجعل لها أعضاء، ويجعل لها عينين، ويجعل لها أنفًا، ويجعل لها شفتين، ويجعل لها وجهًا، ويجعل لها يدين، ويجعل لها رجلين، يضاهي خلق الله، إلَّا أنه لا يقدر على نفخ الروح فيها، ويجعل الصورة على شكل ضاحكة، أو على شكل باكية، أو شكل مقطِّبة الجبين، أو مسرورة، كل هذا مضاهاة لخلق الله، وإن كانوا يسمون هذا من باب الفنون، وهي فنون شيطانية، والجنون فنون، فتسميته من باب الفنون لا يبرر عمله، والتصوير ملعون من فعله، ففيه: التحذير من التصوير ونصب الصور؛ لأن ذلك يؤول إلى الشرك بالله عز وجل وهذا أعظم العلَّتين في النهي عن التصوير ونصب الصور، لاسيَّما صور المعظمين من الملوك والرؤساء ومن الصالحين والمشايخ إذا نُصبت فإن هذا يؤول إلى عبادتها، ولو على المدى البعيد؛ لأن الشيطان حاضر ويشغل الجهل والعواطف.

المسألة الرابعة: في الآية والآثار دليل على تحريم البدع في الدين، وأنها تؤول إلى الشرك؛ ولذلك قال العلماء: البدعة توصل إلى الشرك ولو على المدى البعيد. وهذه بدعة قوم نوح وصَّلت إلى الشرك، وهذا شيء واضح.

المسألة الخامسة: فيه دليل على أن حسن النيَّة لا يبرِّر العمل غير المشروع؛ لأن قوم نوح نيَّتهم حسنة، عندما صوَّروا الصور يريدون النشاط على العبادة، وتذكر أحوال هؤلاء الصالحين، ولا قصدوا الشرك أبدًا، وإنما قصدوا مقصدًا حسنًا، لكن لما كان هذا الأمر بدعة


الشرح