صار محرَّمًا لأنه
يُفضي إلى الشرك ولو على المدى البعيد، فالنية الحسنة لا تبرِّر العمل غير
المشروع.
المسألة السادسة - وهي عظيمة جدًا -:
فيه بيان فضيلة وجود العلم والعلماء في النَّاس، ومضرَّة فقدهم؛ لأن الشيطان ما
تجرَّأ على الدعوة إلى الشرك مع وجود العلم ووجود العلماء، إنما تجرَّأ لما فُقد
العلم ومات العلماء، فهذا دليل على أن وجود العلم ووجود العلماء فيه خير كثير للأمة،
وأن فقدهم فيه شر كثير.
المسألة السابعة: فيه التحذير من مكر
الشيطان، وأنه يُظهر الأشياء القبيحة بمظهر الأشياء الطيبِّة حتى يغرِّر بالناس،
هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى أنه
يتدرَّج بالناس شيئًا فشيئًا؛ لأنه تدرَّج بقوم نوح من تذكُّر العبادة والنشاط
والمقصد الحسن، تدرَّج بهم إلى المقصد السيء والشرك بالله عز وجل فهو يتدرَّج -
لعنه الله -.
وليس هذا مقصورًا
على شيطان الجن، بل وشيطان الإنس كذلك يعمل هذا العمل، فدعاة السوء ودعاة الضلال -
أيضًا - يمكرون بالأمة الإسلامية مثل ما يمكر الشيطان: ﴿شَيَٰطِينَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ يُوحِي بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورٗاۚ﴾ [الأنعام: 112].
المسألة الثامنة: فيه دليل على تحريم
الغلو في قبور الصالحين، وقول ابن القيم: «لما ماتوا عكفوا على قبورهم» فيه:
التحذير من الغلو في قبور الصالحين، وذلك بالعكوف عندها، أو البناء عليها، أو غير
ذلك من أي مظاهر الغلو، والنبي صلى الله عليه وسلم حذَّر من البناء على