معصية، فالزاني
وشارب الخمر والسارق أخف من الذي يبني على القبور، ولو كان زاهدًا عابدًا.
فالزاني والشارب -
الذي يشرب الخمر - ومعه أصل التَّوحيد وأصل العقيدة هذا خير من الذين يبنون على
القبور، والذين يذهبون للعبادة عندها، وإن كانوا يبكون الليل والنهار، ويصومون،
فهم شرار الخلق - والعياذ بالله -.
المسألة الثامنة: فيه دليل على أن
المصورين هم شرار الخلق، لأن فعلهم هذا وسيلة إلى الشرك، ولأنه مضاهاة لخلق الله،
قال الله - تعالى - في الحديث القدسي: «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ
يَخْلُقُ كَخَلْقِي» يعني: المصورين، «فَلْيَخْلُقُوا حَبَّةً، أَوْ
لِيَخْلُقُوا شَعِيرَةً» ([1]) هذا تعجيز لهم،
فدلَّ على أن المصورين هم شرار الخلق، سواء كانوا يصورون ببناء التماثيل، أو
يصورون بالرسم، أو يصورون بالتقاط الصور بالآلة الفوتوغرافية، كل ذلك داخل في
الوعيد والنهي الشديد، وأنهم شرار الخلق عند الله.
المسألة التاسعة: في الحديث دليل على وجوب الاهتمام بأمر العقيدة، والدعوة إليها قبل كل شيء من أنواع الفساد، نبدأ بإصلاح العقيدة قبل إصلاح الأمور الأخرى؛ لأن هذا منهج الأنبياء.- عليهم الصلاة والسلام.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2111).