×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

 أصحابه عليه الصلاة والسلام أما الخُلَّة فإنه لم يخالل أحدًا منهم حتى ولا أبا بكر، لأن الخُلَّة لا تقبل الاشتراك، فلم تكن إلاَّ لله سبحانه وتعالى خالصة، فهذا فيه دليل على أن الخُلَّة أعلى درجات المحبة.

المسألة الثالثة: فيه دليل على فضل الخليلين: محمَّد وإبراهيم - عليهما الصلاة والسلام -؛ حيث نالا هذه المرتبة التي لم ينلها أحد غيرهم.

المسألة الرابعة: في الحديث دليل على فضل أبي بكر الصدِّيق، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي خَلِيلاً لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً» فهذا فيه فضيلة أبي بكر، وفيه إشارة إلى استخلافه من بعده.

المسألة الخامسة: في الحديث دليل على تحريم الصلاة عند القبور، وبناء المساجد عليها، لأن قوله صلى الله عليه وسلم: «فَلاَ تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ»، يشمل المعنيين: الصلاة المجردة عن البناء، أو البناء على القبر، كله من اتخاذها مساجد، وذلك سدًّا لذريعة الشرك، لا كما يقوله من قلَّ فهمه أو أراد التضليل ممن زعم أن العلة هي: نجاسة المكان، فهذه علة غير صحيحة، لأن المكان ليس فيه نجاسة. أو من قال: المراد لا يصلي فوق القبر.

المسألة السادسة: في الحديث دليل على بطلان الصلاة عند القبور، أو في المساجد المبنيّة على القبور، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك، والنهي يقتضي الفساد عند الأصوليين، فالذي يصلي عند القبر صلاته غير صحيحة، فعليه أن يعيد الفريضة، لأن صلاته عند القبر أو في


الشرح