×
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد الجزء الأول

يُستفاد من هذين الحديثين مسائل عظيمة:

المسألة الأولى: يُستفاد من الحديثين إثبات المحبة الله سبحانه وتعالى وأنها صفة من صفاته، وأنه يحب أولياءه ورسله، ويحب عباده المؤمنين، وهذه صفة من صفاته اللاَّئقة بجلاله، كما يُبغض الكافرين والمنافقين، ويكره، ويمقت، ويغضب، ويرضى، ويضحك، كل هذه من صفاته سبحانه وتعالى، وهي صفات لائقة به جل وعلا.

وهذا مذهب أهل السُّنَّة والجماعة أنهم يثبتون ما جاء في الكتاب والسنَّة من صفاته الذاتية، ومن صفاته الفعلية سبحانه وتعالى على ما يليق بجلاله، ومن ذلك: إثبات المحبة، وأنه يحب، وتكرَّر ذكر محبته لعباده في آيات كثيرة: ﴿فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُۥٓ [المائدة: 54]، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّٰبِينَ وَيُحِبُّ ٱلۡمُتَطَهِّرِينَ [البقرة: 222]، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِهِۦ صَفّٗا كَأَنَّهُم بُنۡيَٰنٞ مَّرۡصُوصٞ [الصف: 4]، إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث التي تُثبت أن الله يحب عباده المؤمنين.

المسألة الثانية: في الحديث دليل على أن الخُلَّة أعلى درجات المحبة، ولذلك لم تحصل إلاَّ للخليلين: محمد وإبراهيم - عليهما الصلاة والسلام - أما بقية الأنبياء والصالحين فإن الله يحبهم، لكن لم تصل محبتهم إلى مرتبة الخُلَّة.

وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم يحب أصحابه؛ فيحب عائشة، ويحب أبا بكر، ويحب عمر، وقال لمعاذ: «يَا مُعَاذُ إِنِّي أُحِبُّكَ» ([1])فهو يحب


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (1522)، وأحمد رقم (22119)، والحاكم رقم (1010).